ناشط مصري: المفاوضات تهدف لاحتواء الثورة وإجهاضها
٦ فبراير ٢٠١١انتهت جولة الحوار بين ممثلين عن المعارضة المصرية ونائب الرئيس المصري عمر سليمان بالاتفاق على "التعامل الجاد مع الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد"، حسب ناطق رسمي مصري. كما "تم الاتفاق على شرعية مطالب المحتجين". ولكن مواقف قوى المعارضة والشباب المحتجين تباينت بشأن ما تم الاتفاق عليه، مما يثير التساؤل حول إمكانية نجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق تلتزم به الحكومة وتنفذه. ولمعرفة المزيد حول هذا الموضوع أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية ,الناشط السياسي المصري المعروف.
دويتشه فيله: كيف تنظرون إلى هذا الحوار، هل يمكن أن يفضي إلى نتيجة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة؟
حسن نافعة: لا، لا اعتقد أن هذا الحوار سيفضي إلى الخروج من الأزمة، لأنه ليست هناك جدية كافية وليس هناك جدول أعمال محدد للمفاوضات. كما أن الشخصيات المشاركة في الحوار ليست بالضرورة ممثلة للشباب الذين قاموا بالثورة.
من الذي لا تتوفر لديه الجدية المعارضة أم الحكومة؟
لا، هناك مجموعة من المطالب طرحها الشارع الثائر والمعتصم في ميدان التحرير، أنا لا اعتقد أن الحكومة قد وصلت إلى قناعة بأنه لا بد أن تستجيب لهذه المطالب. المطلب الأول هو ضرورة تنحي الرئيس مبارك عن السلطة. ولا أظن أن هناك قرارا أو أن النظام اقتنع بضرورة تقديم هذا التنازل، فلو اقتنع بذلك لكان قد شكل حكومة تحظى بموافقة كل القوى السياسية. لكن لا نتصور أنه يمكن إدارة المرحلة الانتقالية لتأسيس نظام ديمقراطي جديد بنفس النظام القديم، وهذه هي المعضلة الحقيقية.
برأيكم هل هذه المفاوضات وما يمكن أن تسفر عنها هي مجرد وعود لامتصاص غضب الشارع؟
لا، هناك رغبة لإجراء بعض الإصلاحات، ولكن ليس إصلاحات كافية لنقل السلطة من النظام القديم إلى النظام الجديد. هي محاولة لإدخال بعض الإصلاحات السياسية على نفس النظام القائم، ولكن بدون ان يؤدي هذا الإصلاح إلى تغيير في قواعد اللعبة السياسية بحد ذاتها. حتى هذه اللحظة لم يقدم النظام القائم ما يكفي من التنازلات لبناء نظام سياسي جديد؛ فهو يتصور أن إجراء إصلاحات تجميلية في النظام تكفي لاستيعاب الحركة أو لتجاوز الحركة الثورية القائمة في البلاد في هذه اللحظة. وفي تقديري أنه مخطئ في هذا التصور.
هناك من يرى أن هذه المحادثات التفاف على مطالب المحتجين ومحاولة من كل طرف جني ثمار "ثورة الشباب" ما مدى صحة هذا الكلام؟
أنا أقرب إلى هذا التصور. هناك محاولة من النظام لاحتواء الثورة والالتفاف عليها وإجهاضها في النهاية. ولكن لا أظن أن النظام سينجح في هذا، فقد أصيب بصدمة كبيرة وفقد توازنه، وهو يحاول الآن استعادة توازنه، ولكن ليست لديه رؤية سياسية تمكنه من الخروج من هذه الأزمة.
لكن مع غياب مرجعية سياسية أو تمثيلية تتحدث باسم الشباب المحتجين كيف يمكن التحدث معهم وتحقيق وتنفيذ مطالبهم في حال قبول الحكومة بها؟
المشكلة ليست في من يمثل الشباب الثائر في ميدان التحرير. المشكلة في عدم وجود تصور لدى النظام، لتأسيس نظام ديمقراطي جديد. فالنظام الحالي سُحبت شرعيته من الشارع، ولا يوجد لديه تصور لكيفية وآلية التنازل السلس عن السلطة، وهذه هي المعضلة الحقيقية. وبالتالي الكرة في ملعب النظام وليس في ملعب القوى المعارضة للنظام.
أجرى الحوار: عارف جابو
مراجعة: أحمد حسو
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمنسق العام السابق للحملة المصرية ضد التوريث وكذلك للجمعية الوطنية للتغيير بزعامة محمد البرادعي.