نجم الكرة دينيز ناكي.. سلسلة من الاعتداءات بسبب الأكراد
٩ يناير ٢٠١٨قال محامي اللاعب الألماني، التركي الأصل، دينيز ناكي إن موكله خاضع الآن لحماية الشرطة ويقيم في مكان سري. ناكي المهاجم السابق لفريق سان باولي الألماني، نجا من الموت بعد تعرض سيارته لإطلاق نار على الطريق السريع قرب مسقط رأسه، بمدينة دورين، القريبة من كولونيا، قبيل منتصف ليلة الإثنين الماضي. غير أن ما حدث لم يثنِ اللاعب (28 عاماً) عن العودة لفريقه الحالي "آمدسبور" بديار بكر، وقال محامي اللاعب "لقد قرر أن يعود من جديد مع أسرته إلى تركيا".
وحتى اليوم (الثلاثاء 9 يناير/ كانون الثاني) لا تريد النيابة العامة في ألمانيا التصريح بشيء عن المجهولين، الذين أطلقوا النار على دينيز ناكي. وقال المحققون في مدينة آخن، القريبة من دورين، إنهم يدرسون كافة الجوانب ولا يمكنهم الحديث عن دوافع وخلفيات الهجوم على اللاعب، حسب نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
ويقول موقع "تسايت" الألماني إن ناكي هو حاليا أكثر لاعب محترف في أوروبا معرض للخطر "فهو من أعداء الدولة بالنسبة لأردوغان لأنه يؤيد بقوة حقوق الأكراد، الذين يشن عليهم الرئيس التركي حربا في جنوب شرق البلاد". وسبق لناكي أن تعرض للعداوة والتهديد والضرب، أما الرصاص وفي ألمانيا فهذا شيء جديد بالنسبة له، يضيف الموقع الألماني.
ولد دينيز ناكي في عام 1989 في دورين بألمانيا وكبر وترعرع هناك. ولعب لفرق الشباب بالمنتخب الألماني في خمس فئات عمرية من 17 وحتى 21 عاما، واستطاع أن يفوز مع منتخب تحت 19 عاما ببطولة أمم أوروبا عام 2008.
أما مشواره الاحترافي مع الأندية فبدأه في ليفركوزن وتنقل بين أندية أخرى أهمها سان باولي، الذي لعب معه في البوندسليغا ومازالت تربطه به علاقات قوية. وبعد تعرضه لإطلاق النار أعلن نادي سان باولي على تويتر وقوفه إلى جانبه، وكتب "نحن مصدومون ومذهولون لكن سعداء بأنك بخير. دائما معك يا دينيز درسيم ناكي".
سنوات طويلة من المعاناة
معاناة ناكي بدأت قبل مولده بسنوات طويلة، فوالده، الذي ينتمي للطائفة العلوية في مدينة درسيم، هرب من النظام التركي وجاء قبل 40 عاما إلى ألمانيا. ويبدو أن ابنه ورث عنه المعاناة، فعندما كانت مدينة "كوباني" (عين العرب)، السورية محاصرة في صيف عام 2014، أعلن دينيز ناكي تضامنه مع الأكراد، المقيمين بالمدينة، ولذلك تعرض للاستهجان وللهجوم والضرب في الشارع التركي. ولما شعر بعدم وقوف فريقه آنذاك "غانجلربيرليه" بجانبه، فسخ تعاقده مع الفريق، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى بتركيا وانتقل للعب لنادي "آمدسبور"، بديار بكر، الذي يلعب في الدرجة الثالثة، ويعتبر "منتخب الأكراد المحلي"، فألوان الفريق متطابقة مع العلم الكري. وهذا ما يجعل اللاعبين الأتراك المؤيدين للرئيس أردوغان ينظرون إلى لاعبي آمدسبور كأعداء، ويتعرض لاعبو آمدسبور بانتظام للسباب بأنهم "إرهابييون" خلال مبارياتهم خارج ملعبهم، حسب ما يوضح موقع تسايت الألماني.
في ربيع عام 2016 تذكر ناكي في منشور له على موقع فيسبوك ضحايا هجوم شنه الجيش التركي على معقل حزب العمال الكردستاني "PKK"، فما كان من الاتحاد التركي لكرة القدم إلا أن أوقفه 12 مباراة، كما رفعت ضده قضية بتهمة "الدعاية الإرهابية"، وتمت تبرأته في أول جلسة محاكمة. لكن الأمر لم ينته فقد تم فتح القضية من جديد في أبريل/ نيسان 2017 وصدر ضد دينيز ناكي حكم بالسجن لعام ونصف مع إيقاف التنفيذ.
اللاعب يحمل رقم 62 على قميصه ودق على ذراعه وشما بالرقم الكودي لمدينة درسيم، مسقط رأس والده، وعلى الذراع الآخر كلمة "أزادي" وتعني الحرية باللغة الكردية. وعندما بدأ الموسم الكروي الجديد الصيف الماضي عاد ناكي إلى فريقه بديار بكر، وفي مباراة مع نادي "مرسين"، هجم مشجع متعصب للفريق المنافس عليه وأخذ يضربه ويركله فوق أرض الملعب.
ويعتقد اللاعب أن مسلسل الهجوم عليه بسبب تأييده للأكراد، وصل هذه المرة إلى ألمانيا، عندما تعرض للرصاص الأحد الماضي وقال بعدها "أنا هدف متحرك في تركيا لأنني أصرح بتأييدي للأكراد". ويقول ناكي إن عميلا للمخابرات التركية "أو شخصا آخر لا يعجبه موقفي السياسي" هو من أطلق النيران السيارة. وبالنسبة لكثير من الأكراد يعتبر ناكي "بطلا شعبيا" وقال اللاعب "لقد اخترت هذا الطريق وسأعمل له"، حسب تسايت.
ص.ش/ع.ج.م