نزوح جماعي في سوريا والنظام يحقق تقدماً جديداً في الغوطة
١٧ مارس ٢٠١٨يواصل آلاف المدنيين نزوحهم القسري هرباً من الموت في سوريا، حيث تقدمت قوات النظام السبت في الغوطة الشرقية قرب دمشق وسيطرت على بلدتين جديدتين، بينما يستمر التصعيد التركي في منطقة عفرين الحدودية شمالاً سعيا لطرد الأكراد منها. وباتت قوات النظام تسيطر على أكثر من ثمانين في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. بينما تستمر حملة القصف الجوي العنيف الذي حصد اليوم 37 قتيلاً.
وانسحب مقاتلو "فيلق الرحمن" من بلدتي سقبا وكفربطنا الواقعتين في جنوب الغوطة الشرقية، واللتين دخلتهما قوات النظام. وفرّ أكثر من 20 ألف مدني من المنطقة، ليرتفع بذلك إلى "أكثر من 50 ألفاً عدد النازحين في الغوطة الشرقية"، منذ يوم الخميس، بحسب المرصد.
وتركزت المعارك خلال الأيام الماضية على المنطقة الجنوبية التي يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن.
وعبر عدد من سكان الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية لفرانس برس عن خشيتهم من الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة خوفاً من الاعتقال او التجنيد الإجباري، لكن استمرار التصعيد لم يترك أمامهم أي خيار آخر.
ووثق المرصد السوري السبت مقتل 37 مدنياً في قصف جوي لقوات النظام بينهم 30 في غارات استهدفت بلدة زملكا.
وبلغت حصيلة القتلى جراء القصف على الغوطة الشرقية منذ نحو شهر أكثر من 1400 مدني بينهم 274 طفلاً. وردّت الفصائل المعارضة باستهداف دمشق بالقذائف، ما أسفر بحسب المرصد عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 12 آخرين بجروح السبت.
واستمرت عملية إجلاء حالات طبية لليوم الخامس على التوالي من مدينة دوما بموجب اتفاق بين فصيل جيش الإسلام الذي يسيطر عليها، وروسيا. وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس "خرج اليوم 60 مريضاً من دوما".
ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وحرستا غرباً حيث حركة أحرار الشام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن.
وأعلنت الفصائل الثلاث الجمعة استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ولم يعد فصيل فيلق الرحمن يسيطر سوى على بلدات عربين وزملكا وحزة وعين ترما فضلاً عن أجزاء من حي جوبر عند أطراف دمشق. وتُعد عربين أكبر تلك البلدات. وكان فيلق الرحمن أعلن في وقت سابق رفضه التفاوض مع روسيا أو الحكومة السورية، مؤكداً موقفه الرافض أي عملية إجلاء لمقاتليه.
معاناة المدنيين في عفرين
في شمال البلاد، نزح أكثر من مئتي ألف مدني من مدينة عفرين منذ مساء الأربعاء بينهم خمسون ألفاً السبت، خشية من هجوم تركي وشيك ضد هذه المنطقة ذات الغالبية الكردية، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "المشهد مرعب ومخيف، الوضع الإنساني كارثي".
وفي بلدة الزهراء التي يسيطر عليها مقاتلون موالون للنظام شمال حلب، قال أحد النازحين لفرانس برس "الناس ينامون في الجوامع والمدارس وحتى في المحلات، ومنهم من ينام في السيارات أو على جوانب الطرقات". ووثق المرصد السوري السبت مقتل11 مدنياً في غارة تركية استهدفت مدينة عفرين التي تدور معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية "في محاولة من القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها لاقتحامها" إثر تطويقها بشكل شبه كامل قبل أيام.
قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية
وسقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر القوات الحكومية السورية اليوم السبت في تفجير انتحاري نفذه أحد مسلحي فيلق الرحمن التابع للجيش السوري الحر في منطقة الغوطة شرق العاصمة دمشق. وقال مصدر في فيلق الرحمن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها قد سقطوا في تفجير انتحاري نفذه أحد عناصر الفيلق في تجمع لهم في بلدة حمورية التي سيطرت عليها القوات الحكومية أمس ".
النظام: وقف إطلاق النار في حرستا لمدة 24 ساعة
كشف مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت أن الجيش السوري أعلن من جانبه وقف إطلاق النار في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية لمدة 24 ساعة. وأكد المصدر أن "عملية وقف إطلاق النار تبدء من الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم إلى الساعة الثالثة من يوم غدًا الأحد للسماح للمدنيين بالخروج من حرستا عبر ممر مديرية الموارد المائية الواقع شمال المدينة، وقد خرج مساء اليوم حوالي 200 شخص مدني من مدينة حرستا باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) إن الاتفاق الذي تم التوصل اليوم يقضي بخروج مسلحي حرستا إلى مدينة دوما.
خ.س/ و.ب (د ب أ، أ ف ب)