هكذا تفاعل مغردون مع اعتقال مدير صفحة "أنا آسف يا ريس"!
١٠ يوليو ٢٠١٩تناقلت مواقع إخبارية عديدة داخل مصر وخارجها نبأ إلقاء القبض على كريم حسين، مسؤول صفحة "أنا آسف يا ريس" على موقع فيسبوك، والموالية للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك.
الصفحة التي تعد من أكثر الصفحات ذات المضمون السياسي الساخر متابعة في مصر بحوالي 3 ملايين متابع، أصدرت من جانبها بيانا ذكرت فيه قيام "جهة أمنية" دون تحديد هويتها بـ "اصطحاب" مسؤول الصفحة "لاستجوابه في بعض الأمور التي تتعلق بالصفحة وما ينشر عليها دون معرفة السبب".
إلا أن البعض ربط بين خبر إلقاء القبض على كريم حسين ونشر الصفحة فيديو لمقاطع من أحاديث سابقة لمبارك يتحدث فيها عن رفضه إلغاء دعم الدولة لمحدودي الدخل ورفع أسعار الوقود حرصا على المواطن، وقوله "الأسعار هتغلى والمواطن الغلبان لا هيلاقي يأكل ولا يلبس ولا يتعلم"، بما يعتبر إشارة إلى أحدث قرارات الحكومة المصرية برفع سعر البنزين مجددا.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل عدد من الشخصيات المعروفة بمعارضتها لنظام مبارك مثل الناشط الحقوقي جمال عيد، مع خبر إلقاء القبض على مسؤول صفحة "أنا آسف يا ريس" بالدعوة إلى ضمان إجراءات محاكمة عادلة لكريم حسين كما للجميع بغض النظر عن توجهاتهم ومواقفهم السياسية.
وذهب البعض إلى الحديث عن احتمال أن تكون الصفحة "مدفوعة الأجر"، ولكن مع التأكيد على "رفض الحبس في قضايا الرأي".
وبينما دافع عدد ممن تهاجمهم الصفحة عادة عن المسؤول عنها في مواجهة النظام السياسي، أعلنت الصفحة في بيان لها عن دعمها للحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي في الإشارة إليها بـ "مؤسسات الدولة المصرية" إذ جاء في البيان "بالرغم من انتقادنا أحيانا لبعض الأمور التي تتعلق بالقرارات السياسية والاقتصادية، إلا أننا دائما وأبدا مع الدولة المصرية بكامل مؤسساتها وقيادتها". لكن الصفحة انتقدت في نفس الوقت العديد من القرارات الرسمية الحكومية بشكل غير مباشر عن طريق المقارنة بين الأوضاع في عهد السيسي وفي عهد مبارك.
صفحة "أنا آسف يا ريس" التي تعتذر لمبارك عن ثورة 25 يناير، لا تدافع باستمرار عنه فقط، بل كثيرا ما تلعب دورا يبدو وكأنها تتحدث باسمه وتنشر صورا له في مواقف ومواقع مختلفة بعد تنحيه عن الحكم. ولموقف الصفحة السياسي الواضح ودفاعها عن مبارك ونظامه السابق منذ انطلاقها، يعتبرها المتابعون وخاصة مؤيدو ثورة 25 يناير، رمزا من رموز "فلول" نظام مبارك.
وكان البيان فرصة لصفحة "أنا آسف يا ريس" لتجديد انتقادها الدائم لجماعة الإخوان المسلمين حيث رفضت "استغلال لجان وقنوات الإخوان" لما حدث مع مسؤول الصفحة من أجل "تصدير صورة بأن النظام يقتص من مؤيديه".
ومع خبر اعتقال واستجواب مسؤول الصفحة الموالية لمبارك، وقبله إلقاء القبض على نشطاء ومعارضين سياسيين ينتمون للتيار الليبرالي فيما يعرف إعلاميا بقضية "لجنة الأمل"، لم يجد البعض سبيلا سوى للحديث عن عدم تسامح النظام المصري مع أي شكل من أشكال المعارضة كيفما كانت وكائنا من كان.