هل ينتهي دور الشباب بـ "إسقاط النظام"؟
٢ مارس ٢٠١١منذ بداية عام 2011 والعالم العربي يشهد موجة احتجاجات ملتهبة لم يشهدها منذ عقود طويلة. صحوة الشارع العربي تلك، جاءت على أيدي شباب سأم الديكتاتورية والظلم والفساد وأراد الحصول على أبسط حقوقه الانسانية والمتمثلة في الحرية والعيش الكريم، وهو تماما ما دفع الشاب البحريني (مجتضى) للمشاركة في ثورة البحرين، ويؤكد مجتضى في حديثه مع دويتشه فيله أن الثورات في العالم العربي" لا تقوم ضد أسماء معينة وإنما تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والعدل في توزيع الثروات".
احتجاجات الشباب العربي لم تبق منحصرة في البلاد العربية فحسب، إذ شهدت الكثير من المدن الألمانية تظاهرات احتجاجية شبابية تضامنا مع الشباب العربي، فزهير طالب يمني يعيش في ألمانيا، وهو يتابع الأحداث التي تجري في الشارع العربي بكل تفاصليها. رغبة زهير في مشاركة أبناء بلده فيما يقومون به، دفعه وأصدقائه إلى تنظيم مسيرة احتجاجية كبيرة في شوارع مدينة بون.ويقول زهير في هذا الصدد:"وجودي في ألمانيا أتاح لي فرصة التحدث مع منظمات حقوق الإنسان لأوضح للغرب ما يحدث في اليمن، فالدول العربية تطالب بإسقاط النظام بينما في اليمن نطالب بوجوده نظرا لاختفائه".
"لا للانتخابات المزورة"
كسر حاجز الخوف و إصرار الشباب العربي على تحقيق مطالبهم بنفسه بدون أي تدخل خارجي هو ما جعل الألماني (لورنس) واثقا من قدرة الشباب على بناء بلادهم في المستقبل ويضيف في هذا الصدد قائلاً: "هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الشباب في العالم العربي من رفع أصواتهم معلنين رفضهم للانتخابات المزورة ومطالبين بحقوقهم وهو شيء رائع". أما الشاب الألماني (داني) الذي يدرس هندسة الحاسوب في برلين فيهنئ الشباب في العالم العربي ويرى أن ما يحدث الآن هو دليل واضح على صحوة الشباب في تلك المناطق ويستطرد قائلاً:" ما حدث كان لابد أن يحدث من زمن بعيد فعصر الديكتاتورية قد انتهى".
أما الصحافي اللبناني (ريان) فيرى الأمر بطريقة مختلفة، فهو يؤكد في حديثه مع دويتشه فيله على أن صحوة الشباب في العالم العربي سببها التكنولوجيا الحديثة التي دفعتهم إلى لمقارنة أنفسهم بالشباب الغربي، ويرى ريان في الوقت ذاته أن الوضع في لبنان مختلف عن باقي الدول العربية فنظام الحكم الطائفي يجعل بلاده تنعم بديمقراطية نسبية ،"إلا أننا نرغب في الخروج من الحكم بالطائفية الدينية ونطالب بالحصول على دولة مدنية"، حسب قوله.
هل يمكن تصدير الديمقراطية؟
تنحي الرؤساء في بعض البلدان العربية دليل واضح على نجاح ثورة الشباب ولكن يبقى السؤال هنا عالقا: هل انتهى دور الشباب بإسقاط الأنظمة الديكتاتورية، وما هو البديل الآن؟
"لا يمكن طرح بديل الآن" هكذا أجاب الصحافي اللبناني ريان، وهو يؤكد على أن "استخدام الفزاعة الإسلامية سيكون سببا في تأخير الخيار الديمقراطي وسبيلا للهروب من الإصلاح السياسي"، ويوافق لورنس ريان في رأيه مشيرا إلى ضرورة تحلي الشباب العرب بالصبر وأن يبتعدوا عن التهور "فإسقاطهم للنظام لا يعني بالضرورة مقدرتهم على اتخاذ قرارات مناسبة في تشكيل الحكومة مناسبة". ويأمل لورنس من الحكام الغرب أن يتمكنوا من تقديم مساعدات جادة وبناءة للعالم العربي.
ويرى المدون والناشط المغربي نجيب أن المساعدة الحقيقة التي يمكن أن يقدمها الغرب للعالم العربي تتمثل "في توقيف دعمه للأنظمة المستبدة بدعوى أن هؤلاء الحكام يحققون الاستقرار ويضمنون مكافحة الإرهاب والهجرة"، ويشير نجيب إلى أن الاستقرار في العالم العربي لا يمكن أن يتحقق إلا "بتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".وهنا يرى داني"أن الديمقراطية هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يصدره الغرب للعالم العربي".
دالين صلاحية
مراجعة:هبة الله إسماعيل