هورست يانسن- رائد مدرسة الفن الألماني الحديث
٢٠ ديسمبر ٢٠٠٦يعد هورست يانسن (1920 ـ 1995) واحدا من أهم الرسامين والنحاتين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا. لم يكتسب هذا الفنان المبدع وصاحب الموهبة الفذة شهرة في المانيا فحسب، بل تعدت إلى حدود الشهرة العالمية. ومن خلال شهرته هذه كفنان عالمي استطاع مع زميليه باول فوندرليش وجورج جريسكو وضع ملامح مدرسة هامبورغ الفنية في الستينيات من القرن الماضي ونقل فن الرسم الألماني الى آفاق العالمية.
لقد ترك يانسن لبلادة وللبشرية ثراثا فنيا ما زالت المعارض المحلية والعالمية تفخر بعرضه في كل مناسبة. وما زالت أعماله الفنية تجذب أنظار الناس إليها، نظرا لدقة الإبداع والجمال التي تتميز بها. لقد ترك يانسن حوالي 3000 عمل فني من إنتاجه الفردي، بالإضافة إلى أعمال مشتركة مع فنانين آخرين. ومن أشهر أعماله الفنية مجموعة "موت هانو" Hannons Tod) ومجموعة (Carnevale di Venezia).
حياة حافلة بالإنجازات
ولد يانسن في مدينة هامبورغ الألمانية، وترعرع في مدينة اولدنبورغ يتيم الأبوين. تلقى تعليمه في مدرسة للفنون في هامبورغ. ونظرا لتفوقه في فن الرسم والنحت حصل يانسن على منحة لدراسة الفن من قبل إدارة مدينة هامبورغ عام 1952. وفيما بعد حصل على منحة أخرى من قبل الدائرة الثقافية في اتحاد الصناعات الألمانية، لمواصلة دراسته وصقل موهبته. ومن الجوائز التقديرية التي حصل عليها يانسن جائزة الفنون من مدينة دارمشتات عام 1964، والتي كانت أول جائزة يحصل عليها. بعد ذلك توالت عليه الجوائز التقديرية والأوسمة والميداليات المختلفة في حياته، كما لقي أيضا تكريما خاصا بعد موته. وعلاوة على ذلك منح المواطنة الفخرية لمدينة اولدنبورج الألمانية، تقديرا لمساهماته الفنية والإبداعية. وبعد موته بسنتين قامت إدارة مدينة هامبورغ بتخصيص قاعة تحمل اسم يانسن في صالة الفنون التابعة للمدينة، تضم مجموعة من أهم أعمال هذا الفنان.
حضور عالمي
ومن مظاهر الاحتفاء والتكريم الخاصة التي حظي بها هذا الفنان أن افتتح له عام 2000 في مدينة اولدنبورغ متحف حمل اسمه "متحف هورست يانسن." وعلى المستوى الدولي أقيمت له الكثير من المعارض الفنية؛ من أشهرها معرض فني متنقل جاب الولايات المتحدة الأمريكية، حظي بإعجاب الجمهور الأمريكي العادي والنقاد على حد سواء، حيث أشادوا بموهبة يانسن الفنية والإبداعية.
وتجدر الإشارة هنا إلى ميتة الفنان يانسن لم تكن عادية، حيث سقطت به شرفة منزله، الأمر الذي جعله قعيد الفراش بقية الخمس السنوات الأخيرة من عمره قبل أن توافيه المنية عام 1995.