هيومن رايتس ووتش تحذر من "ملامح أزمة إنسانية" في سيناء
٢٣ أبريل ٢٠١٨قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن "حملة الحكومة المصرية ضد فرع تنظيم "داعش" في شمال سيناء، خلّفت ما يصل إلى 420 ألف شخص في أربع مدن في المحافظة، الواقعة بشمال شرق مصر، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية". جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة اليوم الإثنين (23 أبريل/ نيسان 2018).
وتحت عنوان "مصر: أزمة إنسانية تلوح في الأفق"، كتبت المنظمة أن الحملة العسكرية "شملت فرض قيود صارمة على حركة الأشخاص والسلع في جميع أنحاء المحافظة تقريبا". وأضافت أن "العملية شملت إغلاق الطرق وعزل المدن عن بعضها البعض، وعزل محافظة شمال سيناء عن البر المصري، ما يؤثر بشدة على تدفق البضائع".
وأضافت المنظمة في تقريرها أن "السكان يقولون إنهم شهدوا انخفاضا حادا في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية والأدوية وغاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية". وتابعت أن "السلطات حظرت بيع أو استخدام البنزين للمركبات في المنطقة، وقطعت خدمات الاتصالات لعدة أيام في كل مرة. وقطعت السلطات المياه والكهرباء بشكل شبه كامل في معظم المناطق الشرقية من شمال سيناء، بما في ذلك رفح والشيخ زويد".
وأكدت المنظمة في تقريرها أنه "إذا استمر المستوى الحالي من القيود على الحركة، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة إنسانية أوسع في منطقة هي أصلا مهمشة اقتصاديا، ولا تزال تعاني من العمليات العسكرية المستمرة وهدم المنازل". وطالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة المصرية بـ"توفير الغذاء الكافي لجميع السكان، والسماح الفوري لمنظمات الإغاثة مثل الهلال الأحمر المصري بتوفير الموارد لتلبية الاحتياجات الحرجة للسكان المحليين".
وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن "أي عملية لمكافحة الإرهاب تعرقل وصول السلع الأساسية إلى مئات الآلاف من المدنيين هي غير قانونية".
وذكرت هيومن رايتس ووتش أنها اعتمدت في تقريرها على مقابلة شهود عيان وبعض سكان شمال سيناء أو أقاربهم إلى جانب مشاهد فيديو وصور الأقمار الصناعية والبيانات الرسمية والتقارير الإعلامية.
الجيش المصري يرد
ومن جهته ندد المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري تامر الرفاعي مساء اليوم الإثنين بتقرير "هيومن رايتس ووتش" وقال لفرانس برس "تم تداول التقرير بالاعتماد على مصادر غير موثوقة نهائيا". وتابع الرفاعي: "نحن نوزع الحصص الغذائية بصورة مستمرة على الأهالي في مناطق العمليات" التي "لا تشمل كل محافظة شمال سيناء".
ويؤكد الجيش المصري في بياناته باستمرار أن القوات المسلحة المصرية "تدفع القوافل الغذائية وتوزع كميات كبيرة من الحصص التموينية وتفتح العديد من المنافذ التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإمداد المواطنين بكل السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية".
وجدير بالذكر أن الجيش المصري ينفذ عملية عسكرية واسعة في سيناء لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم "داعش" بدأها في التاسع من شباط/ فبراير الماضي وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من مائة من العناصر الإرهابية ونحو 30 جندياً من القوات المسلحة المصرية، حسب احصاءات الجيش.
م.أ.م/ص.ش (أ ف ب، رويترز)