لسنوات عدة كان هتلر الضيف الأبرز في مهرجان بايرويت، موطن أوبرا فاغنر. الدكتاتور كان فخوراً في أنه أصبح جزءأً من عائلة فاغنر التي أدارت إرثه الموسيقي. لدرجة أن هتلر شارك في تنظيم المهرجان، وساعد في اتخاذ قرارات إعداده. المحيطون بفاغنر الذي توفي قبل 50 عامًا من وصول هتلر إلى السلطة، تلقوا الدعم السياسي اللامتناهي، فموسيقى فاغنر كانت تغذي جنون العظمة لدى الدكتاتور الألماني. لكن لماذا بجَّل هتلر فاغنر؟ هل لمجرد معاداة فاغنر للسامية التي أطلق العنان لها في كتيب سيئ السمعة "عن اليهودية في الموسيقى"؟ أم في القصص البطولية الجرمانية التي اعتمدها فاغنر في موسيقاه، والتي استغلها هتلر لصالح أيديولوجيته؟ أم بسبب جاذبية موسيقى فاغنر؟ المؤرخ الطبي جيمس كينواي عزا حب هتلر لموسيقى فاغنر إلى أنها كانت أشبه بموسيقى تصويرية لجنون العظمة الذي كان يعاني منه هتلر. فموسيقى أوبرا " الفالكيري" التي رافقت صور الهجوم الألماني على جزيرة كريت أرادها هتلر أن تكون رسالة تؤكد على أنه فنان ويشعر بنوع من القرب إلى فاغنر، بحسب تحليل سفين فريدريش خبير فاغنر. واحة الثقافة هذا الأسبوع تكشف وبعمق مع العلماء والموسيقيين كيف أدى إعجاب هتلر بفاغنر وموسيقاه إلى اعتمادها لتعبر عن الحكم النازي، وكيف يرى الخبراء اليوم استحواذ هتلر على موسيقى فاغنر.