واشنطن تتراجع عن موعدها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين
١٦ نوفمبر ٢٠١٠قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الموعد الذي تستهدفه الولايات المتحدة لحل كل القضايا الرئيسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحلول أغسطس/آب من عام 2011 ربما يتعذر الوفاء به. وأقر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي بي.جيه. كرولي بأن مأزق الخلاف بشأن المستوطنات قد يؤخر أي حل لهذه القضايا، وإذا اقتضى الأمر مزيدا من الوقت فلا بأس بذلك.
وكانت إسرائيل والفلسطينيون استأنفوا مفاوضات السلام في واشنطن في الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي ولكن لم تمض أسابيع حتى انهارت هذه المفاوضات بعد أن انقضى تجميد جزئي مدته عشرة أشهر فرضته إسرائيل على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت في إعلانها عن استئناف المفاوضات في العشرين من أغسطس بأن القضايا الرئيسية التي تشتمل على الحدود والمستوطنات والقدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين يمكن حلها خلال عام.
وأوضح كرولي الاثنين للصحفيين بالقول: "حينما بدأت العملية قلنا إن هذا يمكن إنجازه خلال 12 شهرا. ويشق علينا في هذه المرحلة، كما تعلمون، بالنظر إلى ما حدث من تأخير بسبب قضية المستوطنات".وأضاف المتحدث الأمريكي قائلا "إننا لا نحقق تقدما ونحن نقف هنا. ويجب علينا إقناع الأطراف بالعودة إلى المفاوضات ويمكننا حينئذ مرة أخرى أن نرى بعض التحرك إلى الأمام".
في انتظار الصيغة الخطية
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول إسرائيلي كبير أن حكومته تنتظر صياغة الخطة الأميركية المتعلقة بتجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية، خطيا قبل أن تبت في الأمر. وقال نير حيفيتز المكلف بالإعلام في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي "هناك تفاهمات بين وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ورئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لكن صياغتها خطيا تستغرق وقتا، وعلينا الانتظار".
وكانت كلينتون عرضت على نتانياهو، خلال لقاء استمر سبع ساعات في نيويورك، اقتراحا سخيا يتضمن إجراءات دعم سياسية وعسكرية أمريكية مقابل إعلان تجميد جديد لمدة 90 يوما للاستيطان في الضفة الغربية، ولا يشمل التجميد القدس. وأعلن نتانياهو انه سيدعو في الوقت المناسب أعضاء حكومته الأمنية التي تضم 15 وزيرا لاتخاذ موقف من هذا الاقتراح الذي يهدف إلى إحياء محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية المعلقة منذ انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي لمدة عشرة أشهر للاستيطان في الضفة الغربية في 26 أيلول/ سبتمبر.
وفي رد فعله على الخطة الأمريكية، اعتبر نبيل شعث ، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وعضو الوفد الفلسطيني المفاوض، أن رزمة المساعدات السياسية والأمنية التي ستقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل مقابل 90 يوما من تجميد الاستيطان هي بمثابة "مكافأة على عدم تنفيذ الاتفاقيات". وشكك شعث، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية، في نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتوصل إلى اتفاق خلال فترة الأشهر الثلاثة.
لقاء "للرباعية" قريبا
وفي مسعى أخر لتحريك عملية السلام المتعثرة، أجرى ألكسندر سلطانوف، نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط مباحثات مع السفير الأمريكي لدى روسيا جون بايرلي في موسكو بشان إمكانية عقد لقاء للجنة الرباعية على مستوى وزاري في الوقت القريب.
وجاء في بيان صادر عن دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أن سلطانوف أشار إلى أن الوضع المعقد الراهن في الشرق الأوسط يجعل من المهم للغاية تكثيف دعم المجتمع الدولي لعملية السلام في المنطقة ومتابعتها المستمرة. وذكرت وكالة "ريا نوفوستي" أن سلطانوف وبايرلي بحثا في هذا الصدد إمكانية عقد اجتماع على مستوى وزاري للجنة الوساطة "الرباعية".
وتناول نائب وزير الخارجية الروسي والسفير الأمريكي خلال لقائهما مسائل التسوية في الشرق الأوسط والوضع الراهن في لبنان والسودان والعراق. وأعرب سلطانوف وبايرلي عن قلقهما إزاء التوقف المتواصل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. كما أكد المسؤولان على أهمية الحفاظ على الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول كافة قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد و"خارطة الطريق" والمبادرة العربية للسلام.
(ي ب / ا ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو