وجهة نظر: إجراءات العزل ـ ترامب يستحق ذلك
١٩ ديسمبر ٢٠١٩التصويت كان واضحا. بالإجماع تقريبا صوت الديمقراطيون الذين لهم الغالبية في مجلس النواب على رفع دعوى ضد دونالد ترامب وبالتالي فتح إجراءات العزل عن المنصب ضد الرئيس الأمريكي. وهذا رغم أن الكثير من النواب الديمقراطيين الجدد من دوائر انتخابية محافظة كانت لهم تحفظات كبيرة. والجمهوريون صوتوا أيضا بالإجماع ضد ذلك إلا أنهم لم يتمكنوا من تفادي القرار.
إنه نجاح كبير للحزب الديمقراطي ولنانسي بيلوسي، خصمة ترامب، التي نجحت في رص الصفوف ضده. الديمقراطيون لم يتراجعوا. لكن ما لم ينجحوا فيه هو إقناع الجمهوريين. وهؤلاء ـ كيفما كان ذلك غير مفهوم بالنسبة إلى المراقب الخارجي ـ يدعمون الرئيس كما اعتادوا ويغمضون أعينهم أمام سلوكه المشين. لكن لم يكن سيناريو آخر متوقعا.
أجواء مسمومة
إجراءات العزل عن المنصب ستؤدي أكثر إلى انقسام السياسة والرأي العام الأمريكيين أكثر من السابق. وربما ستحصل مستقبلا خصومات أقوى. فالأجواء مسمومة أكثر والنبرة أقوى. وفي النهاية سيتم تبرءة دونالد ترامب داخل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون من جميع التهم. وسيستغل إجراءات العزل كذخيرة في الحملة الانتخابية الرئاسية لتعبئة قاعدته الجماهيرية والتشهير بخصومه السياسيين. والعواقب قد تكون دراماتيكية بالنسبة للديمقراطيين: لا تغيير في البيت الأبيض وخسران الغالبية في مجلس النواب وناخبين مستائين وأزمة في القيادة. كل هذا قد يحصل، ربما. لكن مواجهة دونالد ترامب كانت صحيحة ومهمة .
ترامب يعتقد أنه الدولة
كيف يمكن مواصلة العمل مع رئيس يطلب من قوة أجنبية دعم إعادة انتخابه؟ وهذا بعد يوم واحد فقط من خروجه سعيدا من تحقيق المحقق الخاص مولر بسبب مؤامرة مفترضة مع قوة أخرى أي روسيا؟ كيف يمكن مواصلة العمل مع رئيس ينهال بأقبح الشتائم على خصومه السياسيين ويتصرف مثل مستبد ويعرقل الكونغرس في تأدية عمله؟
فلو لم ينهض النواب الديمقراطيون ضد ذلك، لكان معنى ذلك أن الكونغرس، هذه المؤسسة المحترمة الأمريكية تدمر نفسها بذاتها. فمن ليس مستعدا للدفاع عن الدستور الأمريكي ليس بحاجة إلى تأدية القسم عليه. فالديمقراطيون لم يكن لديهم بديل آخر.
واجب التدخل
ويبدو أن جزء من الناخبين الأمريكيين لا يهمه أن يعتقد رئيسه أنه فوق القانون. لكن الذين لهم واجب مراقبة السلطة التنفيذية يجب عليهم التدخل. وهذا ليس كلاما فارغا حول الضمير والأخلاق عندما يؤمن المرء فعلا بالواجب والمسؤولية.
ما الذي سيحصل إذا لم يتم مجابهة المتحرشين والطغاة في هذا العالم انطلاقا من حسابات سياسية والاعتقاد بأنه لا يمكن الوصول إلى شيء؟ فالديمقراطيون سيخسرون كل مصداقية.
عيب في رئاسة ترامب
وهم يحاولون بالتالي تجاوز توازن صعب: عزل ترامب من منصبه، وفي آن واحد التعاون مع البيت الأبيض والجمهوريين هناك حيث خدمة رخاء الأمريكيين.
وكيف سيقيِم التاريخ هذا اليوم؟ هذا لا نعرفه. ومن المستبعد أن تغير تدابير العزل من المنصب الأسلوب الحكومي العشوائي لترامب وتلجم احتقاره للقواعد والأخلاق. وليس من المضمون أيضا هل سيكافئ الناخبون تدخل مجلس النواب عبر صندوق الاقتراع أم لا. لكن المؤكد أن عيبا سيبقى على الدوام ملصقا برئاسة دونالد ترامب. مواصلة العمل لم تكن على كل حال ممكنة.
ألكسندرا فون نامن