وجهة نظر: التزام أوروبا الإنساني إزاء اللاجئين يبقى قائماً
٥ فبراير ٢٠١٦كان لمؤتمر المانحين هذا هدفان: أحدهما الحاجة الإنسانية لإعطاء وكالات الأمم المتحدة المال الكافي، كي تضمن على الأقل توفير الغذاء للاجئين السوريين في دول الجوار. إذ إنه أمر مخزٍ للمجتمع الدولي، أنه قد تم تقليص الحصص إلى النصف، لعدم توفر المال الكافي لدى المساعدين. أما الدافع الثاني، فهو الحفاظ على الناس في المنطقة ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
المساعدة تأتي متأخرة
لكن السؤال هو، لماذا وبعد خمس سنوات من بدء الحرب، تدرك الدول الغربية أن دول الجوار مثل الأردن ولبنان تتحمل فوق طاقتها ومهددة بزعزعة استقرارها السياسي؟ لماذا أنغيلا ميركل وديفيد كاميرون وزملاؤهما يتصرفون مثل الأطفال، الذين يغمضون عيونهم على أمل أن لا يروا شيئاً؟ لقد اكتفوا، وعلى مدى سنوات، بمشاهدة الكارثة. وفقط حين بدأ اللاجئون بالتدفق على أوروبا، أدركوا مكرَهين أن عليهم فعل شيء. والآن وفي يوم واحد فقط، تنفق المليارات على مساعدات عاجلة ومتوسطة الأجل لدعم اقتصاد دول الجوار المستضيفة للاجئين السوريين. ولو تم تقديم مساعدات منسّقة وأموال كافية قبل سنتين أو ثلاث ، لما أصبح الوضع في مخيمات ومدن دول الجوار يائساً كما هو عليه الآن.
المال لا يصنع السلام
لكن الكلمات الطنانة في مؤتمر المانحين في لندن لا تحجب الوضع المزري: موجة جديدة من اللاجئين تهدد بالحدوث بسبب القصف المستمر لقطع ممر الإمدادات إلى حلب. روسيا والأسد يستغلون كل يوم لخلق وقائع على الأرض قبل بدء مفاوضات سلام محتملة في جنيف. وكلما قتل ناس أكثر على يد مجرمي الحرب في دمشق وحلفائهم في موسكو، كلما تلاشت فرص تحقيق حل سياسي سريع. والغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يقف فاركاً يديه. وليس هناك سبب للرّبت على الكتف بسبب مساعدةٍ بالمليارات: لندن وبرلين وغيرها من العواصم فشلت بالتدخل في الوقت المناسب، لأنها خائفة من التشابكات العسكرية، أما الآن، فهم متفرجون لا حول لهم ولا قوة.
اللاجئون سيتدفقون على أوروبا في 2016 أيضا
توفير فرص عمل وتعليم للاجئين في البلدان المجاورة هو أمر صحيح بلا شك. لكن هذه البرامج تحتاج إلى وقت حتى يظهر مفعولها. وفي غضون ذلك يُجبر المزيد من الناس على الفرار من سوريا، وعدد قليل منهم يجد مأوى في البلدان المجاورة رغم المساعدات بالمليارات، فاقارب في الأردن ولبنان ممتلئ فعلا. وبالتالي فإن تدفق اللاجئين على أوروبا لن يتوقف فجأة، طالما رحى الحرب دائرة. وفي الأثناء، فإن كل خامس شخص في الأردن هو لاجئ سوري ورغم ذلك تسير الأمور إلى حد ما. وفي أوروبا الغنية ذات الخمسمائة مليون نسمة، فإن وصول مليون لاجئ أدى إلى تفشي العصبية السياسية وحالة هستيرية بين السكان. وقد ذكرت أنغيلا ميركل الأوروبيين بواجبهم الإنساني في هذا الصدد. أرقام استطلاعات الرأي الخاصة بميركل تظهر تراجعاً، لكن المستشارة ومن حيث المبدأ على حق في سياستها. إنها تستحق دعما أكبر.