وداعا لعام التغيرات المناخية الكبيرة
الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وفضيحة التلاعب ببيانات الانبعاثات الغازية، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية في أستراليا، هذه الأحداث قد تكون الأهم فيما يخص البيئة والمناخ في عام 2016.
في شهر كانون الأول/ يناير 2016 ذكر علماء البيئة أن عام 2015 كان العام الأشد حرارة منذ البدء بتسجيل بيانات الطقس. لكن عام 2016 سجل درجات حرارة أعلى من سابقه واستمرت درجات الحرارة فيه بالارتفاع. ومقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية (حتى منتصف القرن التاسع عشر)، ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 1.2 درجة مئوية.
الكثير من الاختبارات في عام 2016 كشفت عن تلاعب أغلب الشركات المصنعة للسيارات ببيانات الانبعاثات الغازية لسياراتها التي تسير بمحركات ديزل. وسكان المدن كانوا الأكثر تضررا من هذه الانبعاثات التي رفعت مستويات الإصابة بعدة أمراض، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفاة في المدن.
الحاجز المرجاني العظيم في استراليا هو الأكبر في العالم، ويوجد فيه 400 نوع من الشعب المرجانية ونحو 1500 نوع من الأسماك، وحوالي 4000 نوع من الرخويات. وتم تصنيف الحاجز المرجاني كمحمية طبيعية من قبل الأمم المتحدة. لكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بدأ يؤثر على الشعب المرجانية في استراليا، وصارت ظاهرة "تبييض الشعب المرجانية" تهدد وجود الحاجز المرجاني والحياة فيه.
تعد مبيدات "غليفوسات" من أكثر المواد المستخدمة في مبيدات الأعشاب، لكن هنالك جدلا حول استخدام هذه المادة وخاصة خطورتها على الصحة وإمكانية تسببها في أمراض السرطان، نقلا عن بيانات "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان". الاتحاد الأوروبي قرر في منتصف عام 2016 تجديد الترخيص لاستعمال مبيدات "غليفوسات" لغاية نهاية 2017، ومن ثم انتظار نتائج دراسات جديدة حول مخاطره.
دخل الطياران السويسريان بيكارد و بورشبرغ التاريخ، عندما أنجزا رحلة "سولار إمبالس 2" حول العالم في عام 2016. و"سولار إمبالس 2" تطير بدون أي وقود وتعمل محركاتها الأربعة بالطاقة الشمسية التي تجمعها أكثر من 17 ألف خلية شمسية مثبتة على أجنحتها. وتعتمد الطائرة على الطاقة الشمسية التي تجمعها طوال اليوم وتخزنها بطارياتها لتوليد الطاقة اللازمة للطيران أثناء الليل.
مشاكل التلوث البيئي بدأت بالتفاقم في 2016، ويعتقد أن نحو 90 من سكان العالم يعانون من توابع تلوث الهواء. وحسب دراسة صادرت من منظمة الصحة الدولية يموت سنويا نحو 6 ملايين شخص بسبب تلوث الهواء، وخاصة في المدن. ويعد الفحم ومشتقاته والانبعاثات الناتجة عن المواصلات وحرق الخشب من أكثر المسببات لتلوث الهواء.
الصين والولايات المتحدة تصادقان على اتفاقية باريس للمناخ، وهما البلدان المسؤولان عن 40 بالمائة من الانبعاثات الكربونية في العالم. وينص اتفاق باريس على موافقة الدول الموقعة على خفض انبعاثات الغازات الضارة التي تنتجها إلى مستوى لا يؤدي إلى رفع درجات الحرارة إلى أكثر من درجتين مئويتين بالمعدل. ووقعت 118 دولة الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
انباعاثات الطائرات هي أحد أسباب تقلص وتآكل طبقة الأوزون الحامية للأرض. وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وقعت 191 دولة في مونتريال على اتفاقية لخفض الغازات المضرة بالأوزون. وستبدأ المشاريع الجديدة لتقليل الأضرار بالأوزون في عام 2021.
وفي اتفاقية المناخ في مراكش المغربية أعلنت 45 دولة عن تخليها عن الفحم كمصدر للطاقة والاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية. وكانت المغرب قد افتتحت أكبر حقل لإنتاج الطاقة الشمسية فيها.
قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقبيل انتهاء ولايته الثانية، وضع المناطق القطبية الشمالية التابعة للولايات المتحدة تحت الحماية البيئية لمنع إصدار تراخيص للبحث عن النفط فيها. وقررت الحكومة الكندية كذلك وضع المياه التابعة لها في المنطقة القطبية الشمالية تحت الحماية البيئية. حماة البيئة رحبوا بهذه القرارات، بينما امتعضت شركات النفط العملاقة منها. الكاتب: غيرو رويتر، إرينة بانوس رويز/ زمن البدري