بيربوك في زيارة لوسط أسيا لتعزيز التقارب مع أوروبا
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٢تسعى وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، من خلال زيارتها إلى وسط آسيا إلى البعث بإشارة تقارب مع أوروبا في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا. وقبل إقلاع طائرتها متوجهة إلى كازاخستان وأوزبكستان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، اليوم الأحد (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 إن "دول وسط آسيا ظلت تأمل في أن تكون جسرا بين روسيا والصين وأوروبا، لكنها الآن تجد نفسها محل صراع مصالح، وتتخوف من أن تصبح لعبة (في يد الجميع)".
وأضافت بيربوك "إن المهم بالنسبة لي هو ألا يقتصر المستقبل بالنسبة لهذه الدول على مجرد الاختيار بين ارتداء سترة التقييد الضيقة في الفناء الأمامي لروسيا وبين التبعية للصين".
وتعتزم بيربوك مقابلة نظيرها الكازاخستاني مختار تليوبردي في أستانا غدا الاثنين كما تعتزم أيضا إجراء محادثات مع ممثلين عن المجتمع المدني هناك، قبل أن تواصل جولتها مساء غد إلى العاصمة الأوزباكية طشقند.
وقالت بيربوك إن رحلتها هي "علامة على أن ألمانيا لا تولي ظهرها بل على العكس: نحن سنظل مرتبطين بوسط آسيا" مشيرة إلى أنها تريد بالدرجة الأولى الاستماع إلى الآمال والتوقعات التي يعلقها الناس على أوروبا في هذا الموقف.
ورأت بيربوك أن الحرب الروسية على أوكرانيا وضعت كل جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أمام السؤال حول ما إذا كان من الممكن تعريض كيانها كدولة للخطر في وقت ما. وقالت إنه "من وجهة نظر موسكو فإن الانتماء إلى /العالم الروسي/ ليس عرض صداقة بل إنه تهديد خفي على الأقل منذ الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي".
ولفتت بيربوك إلى ازدياد أهمية أن تعلن أوروبا عن موقف "مؤيد لحق كل دولة في تقرير مصيرها ومؤيد لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومؤيد للشراكة المتكافئة".
ورأت بيربوك أن إمكانات التعاون مع أوزباكستان وكازاخستان كبيرة، مشيرة إلى أن أوزباكستان التي يزيد عدد سكانها عن 35 مليون نسمة حققت نموا اقتصاديا بمعدل 7,4 بالمائة عام 2021 . وأضافت أن كازاخستان التي يقارب عدد سكانها 19 مليون نسمة لديها فرص توسع هائلة في اقتصاد الهيدروجين كما أن لديها علاقات اقتصادية وثيقة مع ألمانيا منذ عقود.
يذكر أن كازاخستان تستأثر بـ 85 بالمائة من التجارة الألمانية مع دول وسط آسيا. ويرافق بيربوك في زيارتها وفد اقتصادي حيث ستتركز المحادثات على قضايا قطاع الطاقة والبنية التحتية.
ورأت بيربوك أنه "يجب علينا أن نمضي قدما في تحسين ربط وسط آسيا شبكيا مع أوروبا من أجل الاستفادة من الفرص"، وقالت إن "ألمانيا وأوروبا تقدمان عروضا صادقة ومنصفة" مشددة على أن هذه العروض تحديدا لا تخلق أوجه تبعية جديدة أو تقوم على الاحتكار المالي، وهي الاتهامات التي كثيرا ما يتم توجيهها إلى الصين على خلفية الأدوار التي تقوم بها على الصعيد الدولي.
وأوضحت بيربوك أن "الشراكة على قدم المساواة تعني بالنسبة لي التوضيح مرارا وتكرارا أن التنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان وجهان لعملة واحدة".
هـ.د/ع.ج (د ب أ)