وضع حرية الصحافة في مصر حاليا "أسوأ من أيام مبارك"
٣٠ مايو ٢٠١٦شهيرة أمين صحافية مصرية، وكمذيعة أخبار بقناة النيل الدولية، المملوكة للدولة، احتلت عناوين الصحف العالميةعام 2011 عندما استقالت من عملها احتجاجا على ما قالت إنه تدخل سياسي في التغطية الإخبارية للثورة المؤيدة للديمقراطية. ثم أصبحت شهيرة أمين مذيعة في برنامج "داخل أفريقيا"، الذي تبثه قناة "سي إن إن" الأميركية.
والآن تساعد شهيرة أمين في إدارة "اتحاد إعلاميات مصر"، وهو منظمة غير حكومية مكرسة لتدريب ودعم الإعلاميات. كما أنه "أول اتحاد مصري يجمع الإعلاميات من مختلف التخصصات الإعلامية " صحافة -إذاعة - تلفزيون - إعلام أكاديمي"، حسب ما هو موجود على صفحة الاتحاد بموقع "فيسبوك." وقد أجرت DWمقابلة مع الإعلامية شهيرة أمين نقدمه هنا بشكل مختصر.
DW: ما هي المهمة التي يقوم بها اتحاد إعلاميات مصر؟
شهيرة أمين: عندما بدأنا كان عبارة عن برنامج للتوجيه، لكننا قمنا بتوسعته وهو (الآن) شبكة لدعم الإعلاميات. فنحن نقدم لهن الدعم القانوني والمعنوي والفني. ولدينا شراكة مع منظمات مختلفة لنكون قادرين على منحهم هذا الدعم.
كم عدد أعضاء اتحاد إعلاميات مصر؟
لدينا ألف عضوة من الإعلاميات ولدينا أيضا متطوعات شابات، يعملن في مساعدتنا في الدورات التدريبية، وعددهن نحو 30 متطوعة.
هل يدفع أعضاء الاتحاد رسوم عضوية؟
حتى الآن العضوية مجانية، لكننا نبحث عن سبل للحفاظ على المنظمة، لأننا لا نعقد دورات التدريب في القاهرة فقط، وإنما نسافر أيضا إلى المحافظات، فهناك لا توجد سوى فرص تدريب محدودة جدا للصحفيين.
ما نوع المساعدة القانونية التي تقدمونها؟
مصر هي الآن ثاني أكبر الدول التي تسجن الصحفيين بعد الصين. إنه وضع صعب بالنسبة للصحفيين، لكن الأمر أسوأ بالنسبة للنساء الصحفيات. فهن يتعرضن لاعتداءات الجنسية، لإجبارهن على تجنب التواجد في الأماكن العامة. وهذه الهجمات ممنهجة، وبعضها في منتهى السوء. ويمكنك وصفها بأنها "اغتصاب". لا يمكننا توفير هذه المساعدة القانونية بأنفسنا، لذلك قمنا بالشراكة مع منظمات حقوقية، والمحامون في تلك المنظمات على استعداد للقيام بمساعدتنا بدون مقابل.
لماذا المجتمع المصري غير مرتاح لهذه الدرجة مع دور النساء كصحفيات؟
لأنه مجتمع أبوي ومحافظ. لقد تحدثت مع نساء تعملن كصحفيات خارج القاهرة، وهن لا يستطعن حتى أن يخبرن عائلاتهن بأنهن يعملن كصحفيات. ولذلك، عندما يكتبن في الصحافة يشترطن عدم الكشف عن هويتهن.
الأسرة سترفع حاجبيها وتقول: "ماذا، هل تريدين أن تبقين خارج المنزل حتى وقت متأخر؟ هل تريدين التحدث مع الرجال؟ هل تريدين السفر (وحدك)؟". هذا أمر غير مقبول في مجتمع محافظ. لذلك، هناك كثير من النساء لا يستطعن قول "أنا صحفية".
ما مدى صعوبة أن تكون صحفيا في مصر سواء بالنسبة للرجال أو النساء؟
تحت حكم مبارك، كانت هناك رقابة وكانت الدولة تستخدم وسائل الإعلام كآلة دعاية (بروباغاندا) للنظام. وبعد الثورة ظهر الكثير من المؤسسات الإعلامية، لكنها جميعا تنتمي إلى رجال أعمال أثرياء، لديهم صلات مع النظام.و في الواقع، تلك المؤسسات الإعلامية هي حاليا أداة بروباغاندا أكثر من التلفزيون الحكومي.
هل هناك صحفيون مستقلون في مصر يحاولون الحصول على الحقيقة؟
يوجد البعض، لكن عددهم قليل جدا.، لكن الصحفيين الشبان هم قادة الطريق الآن. عندما قام 17 من رؤساء تحرير وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص بالتوقيع على تعهد بالولاء للحكومة قائلين إنهم سيمتنعون عن انتقاد الشرطة والقضاء والجيش-لأنه ليس الوقت المناسب- لأننا في حالة حرب مع الإرهاب- فإن المحررين الشباب وقعوا تعهدا آخر، قائلين: "هذه ليست صحافة، عذرا، لن نطيع ذلك". كانوا عددا كبيرا، وهم بمثابة الأمل في المستقبل.
وماذا حدث إذن؟
المحررون الشباب قالوا: "تعلمنا أن نحاسب الحكومة وسوف نستمر في ممارسة الصحافة مهما كان الطريق". أعتقد أنهم (بذلك) أحرجوا كبار المحررين. لكن كبار المحررين يقولون دائما، "إذا لم تكن مع الدولة فأنت خائن". المحررون الشباب لم يتعرضوا للفصل، لكنهم يواجهون مضايقات في العمل.
هو الوضع بالنسبة للصحفيين الآن أسوأ من عهد مبارك؟
أود أن أقول إنه أسوأ، لأنه في ظل حكم مبارك، كان عدد الصحفيين الذين تم حبسهم قليل جدا. وفي الأسبوع الماضي فقط كان هناك حكم الإعدام على اثنين من الصحفيين. لكني أعتقد أن عدد الصحفيين المحبوسين (حاليا) يتراوح بين 20 و 40 صحفيا. وبعضهم صدرت ضده أحكام بالسجن مدى الحياة، والسبب هو أنهم قاموا بعملهم (الصحفي).
ثم هناك قضية شهيرة لمحمود أبو زيد، الشهير بمحمود شوكان. إنه مصور صحفي كان يلتقط الصور عندما كانت الشرطة تفض اعتصام مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي. إنه متواجد في السجن منذ شهر أغسطس/ آب 2013، محبوس في انتظار المحاكمة. ومر أكثر من عامين على وجوده في الحبس الاحتياطي، وهذا مخالف للدستور. لم يوجه إليه اتهام رسمي، وكل ما كان يفعله هو أداؤه لوظيفته.
لقد جرى مؤخرا تكريمك في ألمانيا لعملك في مصر، ماذا كان ذلك؟
كانت هذه الجائزة هي جائزة القيادات المسؤولة لعام 2016، وهي مسابقة سنوية تنظمها مؤسسة بي إم دبليو في ألمانيا. جئت إلى برلين قبل شهرين لعرض مبادرتنا أمام لجنة الحكم، وشرح ما يقوم به اتحاد إعلاميات مصر. وعندما عدت إلى بلدي، تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني تقول إننا فزنا بالمسابقة. لذلك، كنت الأسبوع الماضي في ميونيخ، وتسلمت الجائزة مع أربعة من أعضاء مجلس الإدارة لدينا. إنها جائزة نقدية، لكننا أخذناها مع مبادرة أخرى من تشيلي حول إدارة النفايات. لذلك، تم تقسيم الجائزة وحصلت كل مبادرة على 30 ألف دولار أميركي.
ما الذي تأملين فعله بهذا المال؟
(هذا المال) سيجعل من السهل بالنسبة لنا التحرك في جميع أنحاء البلاد (مصر). تحتم علينا (في السابق) إلغاء دورة تدريبية في الأقصر لأننا لم نكن قادرين على تحمل تكاليف الرحلة أو الإقامة. والآن يمكننا أن نتنقل بشكل أسهل في جميع أنحاء البلاد، في المناطق الأكثر حاجة (إلينا). لكن أيضا يمكننا شراء المعدات الخاصة للتدريب العملي. من قبل، كان علينا استئجار الكاميرات والاستوديوهات، وهذا سيقطع شوطا طويلا في مساعدة عملنا.