يورو 2016 بفرنسا.. المجموعة الأولى بقيادة البلد المضيف
إذا لم تحدث مفاجآت، فإن من المرجح أن تحجز فرنسا بطاقة التأهل الأولى لدور الستة عشر عن المجموعة الأولى تاركة الفرق الأخرى: رومانيا وألبانيا وسويسرا تتصارع على البطاقة الثانية. كما أن فرنسا مرشحة بقوة للفوز بيورو 2016.
الفرنسيون لا يفرطون في بطولة تقام على أرضهم. ففي عام 1984 استضافت فرنسا كأس الأمم الأوروبية وفازت بها. وفي 1998 نظمت كأس العالم وفازت بها أيضا. والآن لا تريد التفريط في يورو 2016. ولذلك فالمنتخب الفرنسي هو واحد من أكبر المرشحين للحصول على اللقب الأوروبي، كما حدث عام 1984 عندما جرى اختيار ميشيل بلاتيني كأفضل لاعب في البطولة.
بول بوغبا هو بلاتيني العصر الحالي. فهو ذكي وديناميكي وخطيرعلى مرمى المنافس. كما أنه يلعب أيضا في يوفنتوس، الذي كان يلعب له بلاتيني. لكنه ليس متقنا للضربات الثابتة بنفس المستوى الرائع للعملاق بلاتيني. وتبلغ القيمة السوقية لبوغبا صاحب الـ 23 عاما نحو 65 مليون يورو. ولو تألق في كأس الأمم الأوروبية، سيجد بالتأكيد ناديا يدفع 100 مليون يورو للتعاقد معه.
النجم الكبير فرانك ريبيري (33 عاما) لاعب بايرن ميونيخ، أعلن اعتزاله اللعب لمنتخب الديوك وأكد عند إعلان ذلك في عام 2014 "لم تعد لدي رغبة للعب مع (منتخب) فرنسا". ورغم أن ريبيري خاض 81 دولية إلا أنه لم يكن محظوظا إطلاقا مع المنتخب الفرنسي، وكان يتعرض كثيرا للانتقادات.
بوصفها البلد المضيف، لم تخض فرنسا التصفيات المؤهلة للبطولة. ولذلك لا يمكن للمرء سوى أن يتكهن فقط حول قدرة منتخب فرنسا على المنافسة. فالمباريات الودية ليست معيارا في أغلب الأحوال. لكن الفريق خاض مباراة ودية في نهاية مارس/ آذار أمام منتخب هولندا وفاز عليه 3-2. وتحتل فرنسا المرتبة 21 في التصنيف العالمي للمنتخبات، الذي يصدره الفيفا.
خاضت رومانيا تصفيات مثيرة لبطولة يورو 2016. ولم تتمكن من حجز تذكرة التأهل إلى فرنسا إلا في المباراة الأخيرة، التي فازت فيها على جزر فارو بنتيجة 3- صفر. كان أداء دفاع منتخب رومانيا رائعا، ففي جميع مباريات التصفيات لم يدخل مرمى الفريق سوى هدفين فقط، وهذا رقم قياسي أوروبي.
والآن لدى المنتخب الروماني شرف خوض المباراة الافتتاحية ليورو 2016 أمام المنتخب الفرنسي. ورغم أن مدرب رومانيا أنغيل يوردانيسكو تأهل بالفريق للبطولة إلا أنه ما زال مثيرا للجدل بشكل كبير. ولا شك أنه سيركز في تلك المباراة أمام أصحاب الأرض على اللعب بدفاع قوي.
مازالت سويسرا تستفيد من برامجها الرائعة لتنمية الناشئين منذ مطلع الألفية الثالثة. ومنتخب سويسرا هو المرشح الأقوى لحجز تذكرة الصعود الثانية إلى دور الستة عشر عن المجموعة الأولى. تأهلت سويسرا للنهائيات بعد تعثر في بداية التصفيات حيث خسرت مرتين؛ لكنها في النهاية تأهلت بجدارة. وكانت آخر مشاركة لها في 2008 عندما استضافت البطولة وخرجت من دور المجموعات.
ورغم ما يبدو من أن النظرة إلى الأجانب في سويسرا هي نظرة متشككة في الغالب، إلا أنه بدون لاعبيه من أصول أجنبية لم يكن بمقدور منتخب سويسرا تحقيق النجاح. فمثلا يوهان دجورو، ريكاردو رودريغيز، ترانكويللو بارنيتا، فالون بهرامي، بليريم دزيمايلي، غيلسون فرنانديز، جوخان إنلر، غرانيت تشاكا (الصورة)، شيردان شاكيري، أو إرين ديرديوك وجوزيب درميتش، كل هؤلاء اللاعبين من أصول أجنبية.
ألبانيا واحدة من المستفيدين من زيادة عدد الفرق المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية إلى 24 فريقا. فبهذا تمكنت ألبانيا من التأهل لبطولة كبيرة للمرة الأولى. فبعد الفوز على أرمينيا 3- صفر في أرمينيا، كان كل شيء واضحا- وعمت الفرحة ألبانيا كلها، وكتب رئيس الوزراء إيدي راما على موقع تويتر: "حلم لا يصدق تحول إلى واقع. ألبانيا تدخل تاريخ كأس الأمم الأوروبية."
فضيحة كبيرة خيمت على تأهل ألبانيا ليورو 2016. حيث تم إلغاء مباراتها في التصفيات في صربيا بسبب تحليق طائرة بدون طيار فوق الملعب رافعة علم إمبراطورية ألبانيا الكبرى. استفزاز سياسي واضح كان له تأثيره. حيث تسبب في اندلاع أعمال شغب ومشاجرات ليتم احتساب نتيجة المباراة هي فوز ألبانيا على صربيا 3-صفر.
ولا يوجد نجوم كبار في منتخب ألبانيا. ويكاد لا يكون هناك لاعب واحد يلعب في إحدى بطولات الدوري الأوروبية الكبرى. رغم ذلك هناك لوريك تسانا قائد الفريق، الذي يلعب في نادي نانت الفرنسي، إضافة إلى ميرغيم مافراي لاعب كولونيا الألماني. لكن أي فريق يحتاج إلى نجوم عندما تكون تشكيلته موفقة؟ فالروح القتالية، مسألة يتمتع بها كثير من لاعبي ألبانيا.
وعندما تواجه ألبانيا سويسرا في مباراتهما بالمجموعة ستكون هناك مواجهة بين الأخوين تشاكا، غرانيت (يمينا)، لاعب منتخب سويسرا، الذي انتقل مؤخرا من مونشغلادباخ إلى أرسنال مقابل 40 مليون يورو، وأخيه الأكبر منه تاولانت، لاعب نادي بازل السويسري، الذي يلعب مع منتخب ألبانيا. إعداد: توبياس أولماير/ ص.ش