"يوم الغضب" المصري ـ عشرات الألوف يتظاهرون مطالبين بإسقاط حكم مبارك
٢٥ يناير ٢٠١١خرجت جموع غفيرة من المصريين، أغلبها من الشباب، إلى شوارع القاهرة إضافة إلى الإسكندرية وكفر الشيخ وأسيوط وقنا وطنطا والمحلة الكبرى. المظاهرات انتقلت إلى مناطق أخرى من البلاد أيضا، وذلك استجابة للدعوة، التي نشرتها مجموعة من الشباب، ومن ضمنها حركة 6 أبريل الشبابية المعارضة، على المواقع الإلكترونية مثل موقع فيسبوك. وكانت هذه المجموعات قد حضرت جيدا لهذه المظاهرات وحددت الخامس والعشرين من الشهر الجاري لانطلاقتها تحت شعار "يوم الغضب".
وانطلقت المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس مبارك في القاهرة ما بين الواحدة والنصف والساعة الثانية من ظهر اليوم الثلاثاء (25 يناير/ كانون الثاني 2011) بالتوقيت المحلي. وكانت بدايتها في مناطق متفرقة من أحياء القاهرة وتمكنت هذه المجاميع من الوصول إلى ميدان التحرير،أكبر ميادين العاصمة، ومنطقة "وسط البلد" كشارع القصر العيني وشارع رمسيس.
اختلاف التقارير حول الأعداد المشاركة
السيناريست والكاتب بلال فضل شارك في مظاهرة وسط القاهرة وفي اتصال هاتفي أجرته معه دويتشه فيله قال "إنه من الصعب تحديد الأعداد المتواجدة حاليا في ميدان التحرير فالبعض يقول سبعة آلاف والبعض الآخر يقول 20 ألف "،مشيرا إلى أن المنطقة بأكملها محاصرة من قبل قوات الأمن وأن المتظاهرين محاصرون في هذه المنطقة. فيما تشير التقارير الواردة إلى أن المشاركين في التظاهرات في العاصمة المصرية وصل إلى "أكثر من 15 ألف شخص، وفق تقديرات الأمن"، بحسب وكالة أ.ف.ب. للأنباء.
وقد أشار موقع "شبكة رصد" على فيسبوك، وهو من أحد المواقع القليلة التي رصدت هذه الأحداث بصفة دورية وميدانية إلى جانب موقع "الدستور الأصلي" وجريدة "الشروق"، إلى أن المتظاهرين في وسط البلد، وبالتحديد في ميدان التحرير "يصممون على المبيت" وأنه تم حتى الآن "إلقاء القبض على 150 متظاهرا". وقد شارك في مظاهرات القاهرة العديد من الشخصيات المعروفة مثل جورج إسحق عضو الجمعية الوطنية للتغيير وأيمن نور المرشح الرئاسي السابق ومؤسس حزب "الغد" بالإضافة إلى إبراهيم عيسى رئيس موقع "الدستور الأصلي". وأشار عبد الله نوفل من "غرفة عمليات" حركة شباب 6 أبريل في اتصال هاتفي مع دويتشه فيله إلى أن "المظاهرات لن تنفض قبل تلبية مطالب الشعب".
وقد تعذر على موقع دويتشه فيله الوصول إلى بعض المشاركين في مظاهرة القاهرة نظرا لانقطاع شبكات الهواتف المحمولة في المنطقة. فيما أشار الكاتب بلال فضل إلى أن العديد من المواقع الإلكترونية مثل تويتير وفيسبوك ومواقع الصحف المعارضة قد تم حجبها داخل مصر.
دعوات لإسقاط حكومة مبارك
وقد تنوعت هتافات المتظاهرين، التي عرضت لقطات منها على اليوتيوب ومواقع مختلفة على فيسبوك، بين المطالبة بـ"إسقاط حكومة الرئيس حسني مبارك ورحيله" ودعوة المزيد من "الجماهير إلى النزول إلى الشارع وإزالة الخوف من القلوب". وقد تمكن المشاركون في الساعات الأولى من نقل صور حية من المظاهرات عبر هواتفهم النقالة على المواقع الإلكترونية إلى أن وصلوا إلى ميدان التحرير ثم قطع الاتصال.
يشار إلى أنها المرة الأولى التي ينجح فيها المتظاهرون في الوصول إلى ميدان التحرير في مجاميع غفيرة، حيث كانت القوى الأمنية في السابق تنجح في تطويق المتظاهرين وتقسيمهم إلى مجموعات صغيرة.
وفي اتصال هاتفي مع الصحفية لينا عطا الله، التي كانت متواجدة في جزء من مظاهرة وسط البلد قبل أن تتعرض إلى الضرب من قبل عناصر الشرطة، كشفت عطا الله لدويتشه فيله بأن هذه المظاهرة تختلف عن المظاهرات الأخرى التي سبق وأن شهدتها الشوارع المصرية. وتضيف الصحافية بأنها تختلف "من حيث قدرة المتظاهرين على اجتياح الشوارع وهو ما يذكرها بمظاهرة مارس 2003 المنددة بدخول القوات الأمريكية إلى العراق".
الداخلية تدعو إلى إنهاء التظاهر ومقتل متظاهرين وشرطي
وفي أول رد فعل من قبل السلطات المصرية منذ بداية المظاهرات، دعت وزارة الداخلية المصرية مساء اليوم إلى إنهاء التظاهرات متهمة "جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بأعمال شغب". وقالت الوزارة في بيان إنها "تناشد اغلب المجتمعين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمو هذا التحرك الذين يسعون إلى استثمار الموقف في تحد سافر للشرعية". وأشارت الوزارة إلى أن "الوقفات الاحتجاجية تركزت في القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية بينما شهدت بعض المحافظات الأخرى تجمعات محدودة".
وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية تأكيدها على أن "متظاهرين وشرطيا توفوا الثلاثاء متأثرين بجروح أصيبوا بها في اشتباكات تخللت التظاهرات". وحسب المصادر فإن المتظاهرين قتلا في مدينة السويس، على خليج السويس، بينما قتل الشرطي في القاهرة. وأوضحت المصادر أن الثلاثة أصيبوا بجروح أدت إلى وفاتهم خلال اشتباكات تم خلالها تبادل القذف بالحجارة بين الشرطة والمتظاهرين إضافة إلى استخدام قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع.
خارجيا حثت الولايات المتحدة كل الأطراف في على الامتناع عن أعمال العنف بعد الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تعتقد أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لطموحات شعبها.
هبة الله إسماعيل
مراجعة: أحمد حسو