أردوغان يحذر المحتجين من نفاذ صبره وسط استمرار المظاهرات
١٠ يونيو ٢٠١٣حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المحتجين الذين خرجوا للشوارع في شتى أنحاء تركيا مطالبين باستقالته من أن لصبره حدود وشبه هذه الاضطرابات بمحاولة قام بها الجيش قبل ست سنوات للحد من سلطته. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المحتجين ضد الحكومة من ميدان بالعاصمة أنقرة على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي كان يتحدث فيه أردوغان.
وعقد أردوغان ستة تجمعات أمس الأحد وهو مقياس للتوترات بعد أسبوع من أكبر مظاهرات وأسوأ أعمال شغب منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات. ولوح الآلاف بالعلم التركي وهتفوا "الله أكبر" في الوقت الذي اتهم فيه أردوغان المحتجين بمهاجمة النساء اللائي يرتدين الحجاب وتدنيس المساجد بأخذهم زجاجات الجعة إلى داخل المساجد.
وفي قلب اسطنبول التجاري تدفق عشرات الآلاف على ميدان تقسيم بوسط اسطنبول حيث بدأت الاحتجاجات قبل تسعة أيام عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد مظاهرة سلمية احتجاجاً على خطط للبناء على متنزه هناك. ويرى كثيرون أن أردوغان يهدد النظام العلماني لتركيا. ويعتصم محتجون كثيرون داخل خيام وهم يسيطرون الآن على منطقة واسعة من الميدان مع إغلاق مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية. وانسحبت الشرطة بشكل كامل من المنطقة.
وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو خمسة آلاف آخرين في الاضطرابات التي تعصف ببلد يواجه حرباً على الجانب الأخر من حدوده الجنوبية مع سوريا. وقال أردوغان في واحدة من أكثر كلماته التي صيغت بلهجة حادة منذ بدء الاضطرابات "تحلينا بالصبر وسنتحلى به ولكن للصبر حدوداً. وهؤلاء الذين يمارسون السياسة من خلال الاختباء وراء المحتجين يجب أن يتعلموا أولاً ما الذي تعنيه السياسة".
وشبه أردوغان الذين يقول منتقدوه أنه أصبح مستبداً بعد الفوز في ثلاثة انتخابات على التوالي هذه الاضطرابات بمواجهة مع الجيش. وقال "إننا اليوم في نفس المكان الذي كنا فيه في 27 أبريل/ نيسان." وفي ذلك اليوم نشر الجيش مذكرة على موقعه على الانترنت ندد فيها بخطط تعيين عبد الله غول الشريك المؤسس مع أردوغان لحزب العدالة والتنمية رئيساً للبلاد. وكانت هذه الخطوة ستعطي حزب العدالة والتنمية سيطرة واسعة على أجهزة الدولة. وأشار الجنرالات إلى أن بإمكانهم التحرك لوقفها دفاعاً عن النظام العلماني.
وساد توقع بان ترضخ حكومة أردوغان مثلما فعلت حكومات أخرى قبلها لإرادة الجيش ولكنها واجهت الجيش وانتقدته علانية لتدخله ومضت قدماً في تعيين غول. وكانت تلك لحظة حاسمة في العلاقات مع الجيش الذي سجن كثير من كبار ضباطه منذ ذلك الوقت بعد تحقيق في مؤامرات انقلاب مزعومة ضد أردوغان.
ش.ع/ ع.غ (أ.ف.ب، رويترز)