أسعار النفط تهوي إلى أدنى مستوى لها وخبراء ألمان يتوقعون ارتفاعها من جديد
٢٠ ديسمبر ٢٠٠٨
هوت أسعار النفط إلى أدنى معدل لها منذ خمس سنوات، حيث سجل الخام الأمريكي من نوع غرب تكساس الخفيف تسليم كانون ثان/يناير المقبل 33.87 دولارا، فيما سجل مزيج برنت بحر الشمال في بورصة لندن للمواد الخام 34. 43 دولارا وذلك فق بيانات أوردتها وكالة الأنباء الألمانية. وأرجع خبراء السوق الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى التوقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي وتعرض الاقتصاديات الكبرى في العالم للانكماش.
محاولات لطمأنة سوق النفط
من ناحيته، اعتبر عبد الله البدري، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أن السعر المعقول للنفط للمنتجين والمستهلكين على حد سواء بين 70 و90 دولارا للبرميل. كما توقع استقرار أسعار النفط خلال الشهر الحالي مع ارتفاعها بدءا من الشهر المقبل وذلك نتيجة لتأثير خفض إنتاج المنظمة. وجاءت هذه التوقعات خلال حضوره مؤتمرا رفيع المستوى تشارك فيه الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة في لندن. يذكر أن أسعار النفط قد هبطت أكثر من 110 دولارات منذ تسجيلها رقما قياسيا في مستوى الأسعار الذي وصل إلى نحو 147دولارا في يوليو/تموز الماضي
ورغم قرار منظمة أوبك بخفض سقف الإنتاج اليومي اعتبارا من أول الشهر المقبل بنحو 2.2 مليون برميل، إلا أن ذلك لم يفلح في وقف استمرار هبوط أسعار النفط. وفي هذا السياق قال جوناثان كورنافل، مدير شؤون آسيا لدى هودسون كابيتال انرجي، إنه "لا خيار أمام أوبك سوى تحمل الآلام جراء انخفاض أسعار النفط في الشهور القليلة القادمة" وذلك وفق ما نقلته عنه وكالة رويترز للأنباء.
توقعات خبراء الألمان بشأن أسعار النفط
وعلى الرغم من التهاوي المستمر لأسعار النفط، توقع أن المعهد الألماني للاقتصاد العالمي في مدينة هامبورج أن ترتفع أسعار النفط خلال العام المقبل. وقال توماس شتراوبهار، مدير المعهد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت، إن "خبراء شئون الاقتصاد يعلمون أن عصر الطاقة الرخيصة قد انتهى وأن زمن الأسعار الزهيدة للمواد الخام قد ولى".
وأضاف الخبير الألماني أن توقعات معهده تشير إلى استقرار سعر النفط خلال العام المقبل 2009 بين 50 و 60 دولارا للبرميل الخام، بينما سيتراوح السعر اعتبارا من عام 2010 ولفترة طويلة بين 60 و 80 دولارا للبرميل. وتوقع الخبير ارتفاع الطلب على النفط والغاز من جانب الصين والبرازيل وروسيا على الرغم من تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد ولكنه استبعد عودة أسعار النفط إلى المعدلات القياسية المسجلة خلال العام الجاري.
كما أوضح شتراوبهار أن ارتفاع أسعار النفط بين 60 و 80 دولارا للبرميل سيسمح بتنفيذ استثمارات ضخمة في قطاع النفط وسيكون أيضا في صالح الاقتصاد والمستهلكين. وأكد أن فرص الشركات الألمانية العاملة في مجال الطاقة المتجددة والبديلة أصبحت كبيرة للغاية لأن تصبح الرائدة عالميا وأن تصبح بمثابة المحرك الجديد للاقتصاد الألماني.