تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن يعيد بعض العافية للذهب الأسود
٢٣ أبريل ٢٠٢٠واصلت أسعار النفط ارتفاعها صباح الخميس (23 نيسان/أبريل 2020) مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج، وهو ما طغى على انعكاسات انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يؤدي إلى إضعاف الطلب ويغرق المنشآت بالمخزونات. وربح برميل خام غرب تكساس الوسيط 9,72 بالمئة وبلغ سعره 15,12 دولاراً للبرميل، معززاً الأرباح التي حققها في بداية جلسة المداولات في آسيا.
كما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال بنسبة 9,03 بالمئة ليبلغ 22,21 دولاراً للبرميل في المبادلات الأولى في آسيا. وفي آسيا أيضاً، فتحت البورصات الصينية الخميس على ارتفاع متأثرة بالتحسن في وول ستريت وفي أسعار النفط.
وبقيت الأسواق هادئة بعد التقلبات الحادة التي شهدتها في الأيام الأخيرة مع الانهيار التاريخي لأسعار الخام الأميركي الذي أرغم الوسطاء على أن يدفعوا للمشترين لإقناعهم بالحصول على سلعة لا أحد يريدها للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة. وانهارت أسعار الذهب الأسود في الأسابيع الأخيرة مع تدابير الإغلاق التي تتخذها السلطات في أنحاء العالم للحدّ من تفشي وباء كود-19، وتراجع الطلب العالمي بينما أتخمت منشآت التخزين بالنفط.
وكان سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران/يونيو ارتفع بنسبة 19 بالمئة الأربعاء بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد "بتدمير" أي سفينة إيرانية تقترب بشكل خطير من سفن أميركية في الخليج، المنطقة الأساسية لنقل النفط. وتقول واشنطن إن 11 زورقاً سريعاً تابعاً للحرس الثوري الإيراني "اقتربت بشكل كبير وبسرعة كبيرة" من سفن أميركية تقوم بدوريات في الخليج.
وفي تقرير نشر الأربعاء، قالت الوكالة الأميركية لأنباء الطاقة إن احتياطات الخام ارتفعت بمقدار 15 مليون برميل الأسبوع الماضي لتبلغ 535 مليون برميل. وفي كاشينغ بولاية أوكلاهوما خصوصاً حيث يتم تخزين البراميل المرجعية لخام تكساس الوسيط، ازداد حجم المخزون خمسة ملايين برميل وبات قريباً من الحد الأقصى.
وارتفعت أيضا المخزونات الأميركية من الوقود والمنتجات المكررة بينما تراجع الاستهلاك الأسبوعي أكثر من 25 بالمئة على مدى عام بسبب إجراءات العزل.
التأثير سيكون طويل الأمد؟
ويرى المحللون أن التوتر الجيوسياسي لن يكون له تأثير طويل الأمد إذا كانت نقاط التخزين ممتلئة. وقال ستيفن إينيس الخبير الاستراتيجي في مجموعة "أكسيكورب" إن "زيادة في الأسعار مرهونة فقط بتحرك فوري منسق لأوبك بلاس للحد من الانزلاق إلى الأسفل و/أو انتعاش كبير وغير مرجح للطلب في أيار/مايو". وهو يشير بذلك إلى "منظمة الدول المصدرة للنفط" وحليفاتها التي توصلت في نيسان/أبريل إلى اتفاق على خفض الإنتاج بمقدار عشرة ملايين برميل يومياً لمحاولة تنشيط الأسواق.
لكن الخبراء اعتبروا حينذاك أن هذا الخفض غير كاف للتعويض عن تراجع الطلب الذي تفاقم مع ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين في كانون الأول/ديسمبر، وواصلت الأسعار تراجعها. وتحت تأثير هذا الارتفاع في أسعار النفط والتحسن في بورصة وول ستريت في نيويورك الأربعاء، بدأت أسواق المال في الصين جلساتها بارتفاع. ففي هونغ كونغ، تقدم مؤشرا هانغ سينغ 0,38 بالمئة إلى 23983,65 نقطة، بينما ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي 0,23 بالمئة إلى 2850,51 نقطة. في شينزن سجل المؤشر ارتفاعاً نسبته 0,31 بالمئة إلى 1777,24 نقطة.
خ.س/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)