ألمانيا: إقامة درع الصواريخ الأمريكي يتطلب موافقة أوروبية
١٥ مارس ٢٠٠٧قال نائب وزير الخارجية الألماني غيرنوت ايرلر اليوم الخميس 15 مارس/آذار 2007 إن قرار إقامة درع أمريكي صاروخي في شرق أوروبا لا يمكن أن يُتخذ من جانب واحد، خاصة وأن القرار ستكون له عواقب على دول أوروبية أخرى. وصرح ايرلر في حديث صحفي بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستؤكد على هذه النقطة حين تصل إلى بولندا يوم غد الجمعة في زيارتها التي تستغرق ليومين. وفي هذا السياق نبه المسؤول الألماني إلى أن حسم قضية إقامة درع صاروخي لا يمكن أن يُحدث على أساس اتفاق ثنائي مع بولندا، بل يستلزم إشراك باقي الدول الأوروبية في اتخاذ القرار. وتأتي هذه التصريحات عقب إعلان مسؤولين بولنديين الأسبوع الماضي من بينهم نائب وزير الخارجية بأن وارسو بحاجة إلى إبرام اتفاق أمني ثنائي مع الولايات المتحدة، بسبب القلق من افتقار حلف شمال الأطلسي للقدرة الكافية على الرد على أي تهديد صاروخي.
مخاوف ألمانية من سباق تسلح جديد
في هذا السياق أعربت ألمانيا على لسان نائب وزير خارجيتها أن خطة الدرع الصاروخي خلقت مشاكل بحاجة لأن تُناقش داخل حلف الأطلسي. ورغم أن ايرلر أبدى من ناحية أخرى ارتياحه بشأن رغبة واشنطن في مناقشة الأمر بجدية داخل الحلف، إلا أنه جدد من ناحية أخرى مخاوف بلاده من أن يُفجر الدرع الأمريكي سباق تسلح جديد في عالم ما بعد انتهاء الحرب الباردة. وفي ضوء هذا أشار إلى أن القرارات التي اتخذتها القوى النووية، وهي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بتحديث ترساناتها النووية سيزيد من صعوبة جهود حظر الانتشار النووي. وفي إشارة واضحة لإيران، التي يخشى الغرب من تطويرها أسلحة نووية تحت ستار سلمية برنامجها النووي، قال ايرلر أنه سيصعب الآن إقناع الدول التي لديها طموحات نووية بالتخلي عن هذه البرامج. أما روسيا فما زالت هي الأخرى ترى ان مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا يشكل تعدياً على مجال نفوذها السابق هناك، واعتبرته محاولة لتغيير ميزان القوى بعد الحرب الباردة.
الدرع الصاروخي لحماية أوروبا
وفي إطار جهود الولايات المتحدة الأمريكية لطمأنة مخاوف الدول الأوروبية وروسيا يُجري مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكي الجنرال هنري أوبرينغ زيارات إلى عدد من الدول ستقوده أيضا إلى العاصمة الألمانية برلين لإطلاع مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع الألمانيين على المشروع الأمريكي المتعلق بنشر بطاريات الصواريخ في بولندا ومحطات رادار في جمهورية التشيك. وعبر المسؤول الأمريكي عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء محادثات لإقناع موسكو بأن الدرع الصاروخي يهدف بالأساس إلى حماية أوروبا وحماية القوات الأمريكية المتمركزة فيها من صواريخ تطلقها دول تصفها واشنطن بأنها "دول مارقة" مثل إيران وكوريا الشمالية. ونفى أن تشكل محطات الرادار والصواريخ المضادة، التي ستتعقب الصواريخ المهاجمة، تأثيراً على آلاف الرؤوس الروسية، بحسب تعبيره. غير أن موسكو من جانبها لا تجد منطقاً وراء التبرير الأمريكي، إذ أن إيران لا تملك صواريخ قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، ملمحة إلى أن الغرض الحقيقي وراء هذا المشروع هو التصدي للصواريخ الروسية ووعدت باتخاذ إجراءات مضادة حيال ذلك.