أمير الكويت في إيران ـ زيارة "تاريخية" وملفات معقدة
١ يونيو ٢٠١٤استعادت العلاقات بين إيران الشيعية وجيرانها السنة بعضا من حرارتها مؤخرا على الرغم من الخلافات بشأن سوريا، إذ من المعروف أن طهران تدعم نظام الرئيس بشار الأسد في حين تدعم غالبية دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها السعودية، المعارضة السورية. وتبدي دول مجلس التعاون الخليجي قلقها أيضا إزاء التدخلات المنسوبة إلى طهران في العراق والبحرين.
أمر آخر يثير توجس دول الخليج العربية وهو ما يقال عن تقارب بين إيران والقوى الكبرى حول ملف طهران النووي، إذ بات التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل والولايات المتحدة أمرا ليس بعيد المنال. القلق الخليجي لا يتعلق بالاتفاق النووي فحسب، بل بالثمن، أي ما قدمته واشنطن لطهران مقابل تخليها عن طموحاتها النووية.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نقلت اليوم الأحد (الأول من حزيران/ يونيو 2014) عن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قوله "لدينا مصالح متبادلة وتاريخية مع الكويت والأرضية جاهزة لتوسيع هذه الروابط". بدوره أعلن مساعد وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أن بلاده "على استعداد ايضا للاضطلاع بدور" الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية.
"زيارة تاريخية"
وأوضح الجار الله أن تقاربا بين الخصمين الإقليميين "قد يكون له تأثير كبير في حل العديد من المشاكل الإقليمية". وبحسب المسؤول الكويتي فإن هذه الزيارة "التاريخية" قد تؤدي إلى دفع إيران إلى مقاربة أكثر واقعية حول القضايا المتعلقة بالخليج، وسيكون لها في المقابل تأثير إيجابي على مستقبل وأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.
اليوم اُستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يقوم بأول زيارة إلى الجار الشيعي، بحفاوة بالغة من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، حسب ما قالت الوكالة الإيرانية. ويرافق الأمير وفد كبير يضم وزراء الخارجية والنفط والمالية والتجارة والصناعة. وسيلتقي الأمير الكويتي خلال زيارته التي تستغرق يومين، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، وفق المصدر نفسه.
ظريف لن يزور السعودية
وينظر البعض إلى الكويت، التي تعيش فيها أقلية شيعية كبيرة على أنها جسر محتمل بين إيران ودول الخليج العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي لا تزال علاقاتها متوترة مع إيران. الأنظار تتجه إلى وساطة محتملة للأمير الكويتي بين الرياض وطهران في ظل التدهور الحاصل في علاقات أكبر دولتين على ضفتي الخليج.
تطور جديد حدث اليوم قد يعقد مهمة الأمير في الوساطة، ألا وهو إعلان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف اليوم الأحد أنه لا يستطيع قبول دعوة لزيارة السعودية لحضور اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في وقت لاحق هذا الشهر نظرا لتعارض الموعد المقترح مع محادثات مقررة مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي. فرفض زيارة السعودية حتى بحجة تضارب المواعيد، قد يترك آثارا سلبية على علاقات معقدة أصلا.
بقي أن نشير إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد تحسنت منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران/ يونيو 2013 بعد سنوات عدة من التوتر. إذ يحاول روحاني إخراج إيران من سنوات العزلة، وقوبلت محاولاته هذه بترحيب لدى بعض الدول العربية على الجانب الآخر من الخليج.
أ.ح/ ف.ي (ا ف ب، د ب أن رويترز)