Obama bietet Iran per Videobotschaft Neuanfang an
٢٠ مارس ٢٠٠٩وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في ليل الخميس الجمعة نداء لم يسبقه مثيل إلى إيران عرض فيه "بداية جديدة" مع الجمهورية الإسلامية. وبنبرة تصالحية تتناقض بشدة مع النهج المتشدد الذي سار عليه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أعرب أوباما عن رغبته في التحدث بشكل مباشر مع الشعب الإيراني وزعمائه.
وقال أيضا في الرسالة التي تزامنت مع الاحتفال بعيد النيروز في إيران والتي بثتها إذاعة صوت أمريكا باللغة الفارسية، إن "هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات ونحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل"، بيد أنه قال أن ذلك لا يمكن أن يتم من جانب واحد، مقترحا أن يكون لشعب إيران "اختيار" أيضا بشأن ما إذا كانوا يريدون أن يحتلوا موقعهم الصحيح في المجتمع الدولي. وأضاف الرئيس أوباما أن "هذه المكانة لا يمكن الوصول إليها عبر الإرهاب أو الأسلحة ولكن من خلال الإجراءات السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته".
عرض أوباما الحوار مع طهران "جيد للغاية"
ولاقى استعداد أوباما للحوار مع أعداء أمريكا مثل إيران ترحيبا دوليا بوصفه خروجا عما رأى الكثيرون أنه "دبلوماسية رعاة البقر" التي انتهجها بوش والتي تمثلت في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، فيما رأى البعض الآخر أنها يمكن أن تمهد الطريق لإنهاء ثلاثة عقود من التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
وفي أول رد فعل أوروبي رحب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا بعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإقامة محادثات مباشرة مع إيران. وقال سولانا اليوم الجمعة للصحفيين على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "هذا عرض جيد للغاية وإعلان مدروس للغاية". وأضاف الدبلوماسي الأوروبي البارز:"يوضح (العرض) أن يد أمريكا ممدودة.. آمل بشدة أن ترد إيران بذكاء". ووصف سولانا إعلان أوباما بـ"الرسالة البناءة للغاية"، معربا عن أمله في أن يفتح هذا العرض فصلا جديدا في العلاقات مع طهران. وشدد سولانا على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على حل الخلاف مع طهران بشأن برنامجها النووي.
ترحيب إيراني برسالة اوباما
وعلى الجانب الإيراني رحب أحد كبار مستشاري الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الجمعة بالرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الشعب والقادة الإيرانيين، إلا أنه حثه على دعمها بعمل ملموس لإصلاح الأخطاء الأميركية السابقة وأن يغير بشكل جذري سياسة واشنطن تجاه طهران. وقال علي أكبر جوانفكر لوكالة فرانس برس "نرحب برغبة رئيس الولايات المتحدة وضع خلافات الماضي جانبا". وأضاف "لكن تنفيذ ذلك لا يتم بنسيان إيران التوجهات الأميركية العدائية والعدوانية السابقة"، مؤكدا أنه "على الإدارة الأميركية أن تدرك أخطاءها الماضية وتصلحها وذلك كوسيلة لوضع الخلافات جانبا".
وفي سياق متصل قال جوانفكر إن أوباما تحدث عن التغيير إلا أنه "لم يتخذ أي خطوات ملموسة لإصلاح الأخطاء التي ارتكبت سابقا في حق إيران"، مؤكدا في ذات الوقت استعداد الحكومة الإيرانية التجاوب مع أي تحرك أمريكي في هذا الإطار.