إرهابي أسلو سليم عقليا أم مختل؟ سؤال يحير النرويجيين
١٦ أبريل ٢٠١٢ستتولى المحكمة في جلستها المقررة ليوم 16 أبريل/ نيسان الحالي إعادة تمثيل سيناريو الجريمة والتعرف على دوافع الجريمة الإرهابية. كما ستسعى المحكمة إلى معرفة ما إن كان المتهم في كامل قواه العقلية يوم وقوع الجريمة أم لا. فعلى مستوى المضمون تبدو الواقعة واضحة المعالم، فقد اعترف الجاني البالغ من العمر 33 سنة بأنه قام بتاريخ 22 يوليوز/ تموز 2011 بتفجير قنبلة في جزيرة أطويا في العاصمة النرويجية أوسلو، كما أطلق النار بشكل عشوائي على شباب كانوا يخيمون في الجزيرة، لكنه لايريد الاعتراف بذنبه وبتحمله المسؤولية، حيث قال أنه كان يقود حملة ضد الإسلام الذي بدأ يكتسح النرويج على حد تعبيره. ويحمِل الجاني مسؤولية المد الإسلامي في النرويج للاشتراكيين الديمقراطيين، وهذا ما دفعه للهجوم على مخيم شبابي نظمته شبيبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم كما يقول.
تقارير متناقضة لخبراء الطب النفسي القانوني
وقد حاول خبيران في الطب النفسي القانوني معرفة إن كان أندرس برينغ برايفيك في كامل قواه العقلية أم أنه يعاني من خلل عقلي. ففي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني صدر تقرير لأحد الخبراء يصف فيه الجاني بكونه يعاني من مرض انفصام الشخصية، لكن في الأسبوع الماضي صدر تقرير آخر يفند التقرير الأول. ويرى الخبير الثاني الذي أنجز هذا التقرير أنه بالرغم من الشخصية النرجسية وغير الاجتماعية للجاني، إلا أنه لا يعاني إطلاقا من أي خلل نفسي. ويبقى الحسم في المسألة بيد القضاة.
ففي حالة قبول المحكمة بالتقرير الأول الذي يصف الجاني بكونه مريضا نفسيا فإن المحكمة ستصدر أوامرها بنقله إلى مصحة للأمراض العقلية. وستقوم المحكمة بعد كل ثلاث سنوات بدراسة إمكانية إطلاق سراحه، غير أنه إذا لم يتحسن وضعه النفسي والعقلي فسيقضى كل حياته داخل المصحة. أما في حالة قبول المحكمة بالتقرير الثاني الذي يصف الجاني بكونه شخص في كامل قواه العقلية فستكون العقوبة السجنية 21 سنة على أكثر تقدير.
الجاني يستغل المحاكمة للتعبير عن قناعاته المتطرفة
ولا يخفي الجاني رضاه عن التقرير الثاني الذي يصفه بأنه شخص في كامل قواه العقلية، ويبقى هدف أندرس برينغ هو استغلال جلسات المحاكمة للتعبير عن قناعاته المتطرفة. فقناعاته ستؤخذ مأخذ الجد فقط عندما يكون في كامل قواه العقلية. وقد عبََر الجاني عن طريق محاميه غاير ليبستاد، قبل صدور التقرير الثاني لخبراء الطب النفسي القانوني، أنه لم يندم على فعلته ويعتزم التعبير أمام القضاء عن أسفه لأنه لم يتمكن من القيام بعدد أكبر من العمليات الإرهابية.
وأعلن دفاع المتهم انه يريد استدعاء الإسلاميين المتطرفين واليمينيين المتطرفين إلى المحاكمة من أجل دعم أقوال الجاني بكونه كان يتصور أنه كان مكرها بالقيام بعمل إرهابي لأن النرويج توجد في حالة حرب. وقد حدد دفاع المتهم بعض الأسماء التي يرغبون في استدعائها للمحكمة كالقيادي الإسلامي مولار كريكار الذي حكم عليه نهاية شهر مارس/ آذار بخمس سنوات من السجن بسبب تهديداته لبعض الأشخاص بالقتل. كما يودون المناداة على المدوِن بيتر جنسن المعروف ب"فجوردمان" الذي يستلهم من أندرس برينغ قناعاته المتطرفة ويقوم بتدوينها في الأنترنيت.
وعبرت المخابرات النرويجية عن أسفها عن عدم نجاحها في إحباط الهجوم الإرهابي لأندرس برينغ مبرزة أنه ليس من السهل توقيف أشخاص في ظل غياب معطيات ملموسة. وستكون جلسات محاكمة أندرس برينغ فرصة لتسليط الضوء على قضايا التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي في النرويج.
بوريش أغنيس، عبد الرحمان عمار
مراجعة: منصف السليمي