إنتخاب البرلماني الألماني المخضرم هانز جيرت بوتيرينغ رئيسا للبرلمان الأوروبي
١٦ يناير ٢٠٠٧أُنتخِب السياسي والبرلماني الألماني المخضرم هانزـ جيرت بوتيرينغ رئيسا للبرلمان الأوروبي خلفا للأسباني خوسيه بوريل. وحاز بوتيرينج في التصويت الذي جرى اليوم الثلاثاء 16 يناير/ كانون الثاني في مقر البرلمان الأوروبي في سترسبورغ على 450 صوتا من إجمالي 715 هو عدد الذين أدلو بأصواتهم في هذه الانتخابات. وكان ترشيح بوتيرينغ (61 عاما)، من الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، قد حظي بدعم من كل من كتلتي المحافظين (الديمقراطيين المسيحيين) والاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الأوروبي، وفقا لاتفاق مسبق بين الكتلتين على تقاسم فترة الرئاسة الدورية للبرلمان الأوربي التي تمتد من 2004 الى 2009م، وبالتالي كان متوقعا فوز بوتيرينغ مسبقا. وتنافس على رئاسة البرلمان الأوربي مع بوتيرينغ كل من الإيطالية مونيكا فراسوني من حزب الخضر، والشيوعي الفرنسي فرانسيس فورتس رئيس مجموعة اليسار الموحد الأوروبي والدنماركي جينس بيتر بوند رئيس مجموعة "الاستقلال -الديموقراطية".
وقال بوترينغ في أول خطاب له منذ انتخابه أمام البرلمان الأوروبي بأنه سيحرص بكل قواه على خدمة مواطني ومواطنات دول الاتحاد الأوروبي وخدمة النظامين الديموقراطي والبرلماني. وأضاف "أود أن أساهم في أوروبا ديموقراطية وقوية قادرة على التحرك في أوروبا وفي العالم. من جانبه قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، مرحبا ببوترينغ عقب انتخابه: "لا احد يعرف البرلمان الأوروبي بشكل أفضل لأنك لطالما قمت بواجباتك على أكمل وجه".
سياسي مخضرم خلف الأضواء
يذكر أن بوتيرينغ، وهو رجل قانون، كان رئيسا لكتلة الأحزاب الديمقراطية المسيحية الأوروبي المحافظة، أقوى الكتل البرلمانية في البرلمان الأوروبي، قبل وصوله لسدة رئاسة البرلمان. كما انه يتبوأ مقعده في البرلمان الأوروبي منذ أول انتخابات مباشرة لممثلي الشعوب الأوربية في ستراسبوغ والتي جرى لأول مرة عام 1979م. وعلى الرغم من انه غير معروف على الصعيد الإعلامي، إلا انه يعد من الشخصيات السياسية والبرلمانية التي تتمتع بنفوذ وتأثير قويين داخل البرلمان الأوروبي، ناهيك عن تجربته السياسية وحنكته الدبلوماسية وخبرته البرلمانية الطويلة كأحد أقدم ستة أعضاء في البرلمان الأوروبي. في هذا السياق قال بوتيرينغ عن نفسه إنه على الرغم من كونه رئيسا لكتلة برلمانية في البرلمان الأوروبي منذ سبع سنوات، إلا انه لم يدع مرة واحدة إلى برنامج حواري في التلفزيون الألماني. لكنه وعد بأنه من الآن وصاعدا سوف يحرص من جانبه على التواصل مع الإعلام والرأي العام باعتبار ذلك في نظره مهما لتمثيل أوروبا بشكل أكثر ديمقراطية وشفافية.
تعزيز الحوار مع العالمين العربي والإسلامي
ويضع الرئيس الجديد للبرلمان الأوروبي، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي، نصب عينيه قضايا محورية في مسيرة "البيت الأوروبي". يذكر أن إعادة تحريك عملية الدستور الأوروبي المجمد منذ تصويت الفرنسيين والهولنديين عليه بـ "لا" عام 2005 في مقدمة أولويات بوتيرنغ. كما أنه على يقين بأن توصل الأوروبيون الى اتفاق بهذا الشأن "يشكل ضرورة ملحة"، لان أوروبا بحاجة إلى الإصلاح والى منظومة قيم قانونية ملزمة، حسب تعبيره. أما على صعيد السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي فإن من ضمن اولويات رئيس البرلمان الأوروبي الجديد، حسب قوله، السعي الى تمتين جسور التواصل مع العالم الخارجي. ويشير البرلماني الأوروبي بصفة خاصة الى ضرورة تعزيز "حوار الثقافات مع العالمين العربي والإسلامي".