اتفاق الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على وقف إطلاق النار
١٣ مايو ٢٠٢٣ساد الهدوء الحذر في قطاع غزة، مع دخول اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيز التنفيذ ابتداء من الساعة العاشرة من مساء اليوم السبت (13 أيار/ مايو 2023)، لإنهاء جولة توتر استمرت خمسة أيام.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان، بتوقف غارات إسرائيل على قطاع غزة، وإطلاق القذائف الصاروخية مع دخول سريان الاتفاق.
وبدأت الحركة تعود تدريجيا للطرقات والساحات العامة وسط غزة خلال الدقائق الأولى لاتفاق التهدئة. لكن تقارير أفادت بوقوع إطلاق نار في محيط قطاع غزة. وكان من المقرر أن تتوقف جميع الأعمال العدائية بين الجانبين، مساء اليوم السبت في تمام الساعة 10 مساء (1900 بتوقيت غرينتش).
وكانت مصادر فلسطينية ومصرية قد أعلنت السبت أن إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في غزة اتفقت على وقف لإطلاق النار يبدأ الساعة العاشرة من مساء اليوم السبت بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت غرينتش)، بعد وساطة مصرية.
وأكد مصدر فلسطيني قريب من المحادثات المنعقدة في القاهرة لفرانس برس: "تلقت مصر موافقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على وقف إطلاق النار على أن يدخل حيز التنفيذ بدءًا من الساعة العاشرة مساء اليوم"، فيما قال مصدر في حركة "الجهاد الاسلامي" فضل عدم كشف هويته إن "الصيغة المقدمة المعدلة للاتفاق ايجابية وتلبي شروطنا".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر أمني مصري رفيع المستوى، مساء اليوم السبت، أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وافقا على المبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار، على أن تدخل التهدئة حيز التنفيذ بدءا من الساعة العاشرة من مساء اليوم.
وأكد المصدر أن الجهود المصرية استمرت لعدة أيام متواصلة، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتم خلاله اغتيال القادة الثلاثة من حركة الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن مصر استمرت في التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حتى تمت الموافقة على المبادرة المصرية .
وشدد على أن المبادرة المصرية يمكن أن "تكون فرصة جيدة لبدء مسيرة جديدة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لضمان عدم العودة إلى الاحتكاكات أو الاعتداءات، وفرض تهدئة مستمرة لمحاولة العودة إلى مائدة التفاوض من جديد".
وفي سياق متصل، أكد مصدر فلسطيني لـ "د.ب.أ" أن "الاتفاق بوساطة مصرية يتضمن الوقف المتبادل لإطلاق النار، لاسيما قتل المدنيين وقصف منازلهم وافقت عليه الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية".
ومن جهتها أكدت هيئة البث الإسرائيلية التوصل إلى "اتفاق على وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء" في قطاع غزة.
إسرائيل تؤكد: الهدوء سيقابل بالهدوء
وذكر بيان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي شكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على جهود القاهرة. وأضاف البيان "الهدوء سيقابل بالهدوء، وإذا تعرضت إسرائيل للهجوم أو التهديد، فإنها ستواصل فعل ما يلزم عليها للدفاع عن نفسها".
كما رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ بالإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وقال في بيان "نتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على دورها الكبير وجهدها العظيم للوصول إلى هذا الاتفاق". وتابع "كما نشكر كل الأشقاء والجهات الدولية التي ساهمت في تحقيق الاتفاق".
وأكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي لوكالة فرانس برس "موافقة الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على الإعلان المصري لوقف النار بدءا من العاشرة مساء".
يشار إلى أن حركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضاً، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر فلسطينية، أن السلطات الإسرائيلية فتحت مساء السبت، معبرًا مع قطاع غزة بشكل جزئي لسفر أجانب من القطاع الذي يشهد موجة توتر منذ خمسة أيام. وذكرت المصادر، أن رعايا أجانب بينهم موظفون في منظمات دولية بدأوا بمغادرة قطاع غزة، بعد أن كانوا تواجدوا فيه منذ ما قبل موجة التوتر الحالية.
وأوضحت المصادر أنه تم إجلاء هؤلاء في حافلات خاصة باتجاه معبر حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية والواقع في شمال قطاع غزة. فيما ذكر مصدر حكومي في غزة أن "مغادرة عدد من الأجانب قطاع غزة، يأتي في السياق الطبيعي بناء على طلبهم، حيث أنهم من الزائرين الذين لهم عمل مؤقت، وعلقوا داخل القطاع" في الأيام الماضية.
وأغلقت إسرائيل معبري (كرم أبو سالم/كيروم شالوم) المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة، و(بيت حانون/إيرز) المخصص لعبور الأفراد منذ بدء جولة التوتر، التي أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيًا وإصابة نحو 150 آخرين بجروح.
م.ع.ح/ص.ش (د ب أ، أ ف ب ، رويترز)