اتهامات للحزب الاشتراكي الديمقراطي بخداع الناخبين
٢٦ فبراير ٢٠٠٨اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حليفها في الائتلاف الحاكم على مستوى ألمانيا، بعدم الالتزام بوعوده أثناء الانتخابات في ولاية هيسين قبل عدة أسابيع، عندما أكد حينها عدم نية فرعه في الولاية الدخول في تحالف مع حزب اليسار لتشكيل حكومة ائتلافية محلية. وقالت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي عقب جلسة مع قيادات حزبها أمس الاثنين 25 فبراير/ شباط، في برلين إن التعاون بين حزبها والحزب الاشتراكي الديمقراطي على المستوى الاتحادي "لن يصبح سهلا" بعد أن لوح الأخير بعدم استبعاده اللجوء لحزب اليسار لضمان أغلبية في برلمان ولاية هيسن. وأضافت المستشارة الألمانية أن الاتحاد المسيحي، الذي يضم حزبها والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، سيدقق النظر مستقبلا فيما تم الاتفاق عليه بينه وبين حليفه الاشتراكي الديمقراطي، لكنها حرصت في الوقت نفسه على التأكيد على عدم نية حزبها ترك الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
"الحزب الاشتراكي خدع الناخبين"
من جهته، اتهم ارفين هوبر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الحزب الاشتراكي الديمقراطي بخداع الناخبين " بدون ضمير" في ولاية هيسن. وقال هوبر أمس الاثنين أن عدم وفاء رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي على المستوى الاتحادي، كورت بيك، بوعوده للناخبين، سيكون له آثار سلبية على التحالف الموسع الذي يحكم ألمانيا. واعتبر هوبر عدم استبعاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي احتمال تعاون رئيسته في ولاية هيسن، أندريا يبسيلانتي مع اليساريين لتشكيل حكومة في الولاية بمثابة "هزيمة للحزب واعتراف بالفشل التام في مواجهة حزب اليسار". غير أن هوبر أكد في الوقت نفسه حرص حزبه البافاري، الشريك الصغير للاتحاد المسيحي الديمقراطي، على استمرار التحالف الحكومي على المستوى الاتحادي.
الحزب الاشتراكي يعمل تحت "ضغط عامل الوقت"
وكان فرع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية هيسن قد عرض على الحزب الديمقراطي الحر (الليبراليين) الدخول في ائتلاف لتشكيل حكومة مشتركة للولاية، قبل أن يفكر جديا في عقد تحالف مع حزب اليسار، إذا لم يجد خيارا آخر. في هذا السياق، تحدث الأمين العام للحزب الاشتراكي في الولاية، نوربرت شميت، أمس الاثنين عما أطلق عليه "ضغط عامل الوقت" مع اقتراب موعد الجلسة التأسيسية لبرلمان هيسن في الخامس من نيسان/أبريل المقبل، مشيرا إلى أن حزبه يعتزم تشكيل حكومة مستقرة بقيادة رئيسته أندريا يبسيلانتي دون الاعتماد على مساعدة حزب الخضر أو الحزب الديمقراطي الحر، في ضوء رفض الأخير الدخول في هذا الائتلاف، لكنه أشار إلى أن حزبه ينتظر ردا من الحزب الديمقراطي الحر الأسبوع المقبل، قبل أن يقرر عقد تحالف مع حزب اليسار.
وكانت قيادات في الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد انتقدت رئيسه كورت بيك فيما يتعلق بتعامله مع حزب اليسار. غير أن قيادة الحزب اعتمدت اليوم ورقة داخلية، يعطى فيها الحزب الاشتراكي في ولاية هيسن بقيادة أندريا يبسيلانتي حرية مطلقة في تحديد أولوياته واختيار الحليف الذي يراه مناسبا لتوفير الأغلبية في برلمان الولاية.
يشار هنا إلى أن جميع الأحزاب تقريبا تتجنب التقارب مع حزب اليسار الذي حل على الحياة السياسية في السنوات القليلة الماضية واستطاع في الانتخابات الأخيرة في الولايات الثلاث (هيسن، سكسونيا السفى، هامبورج) التي جرت فيها الانتخابات مؤخرا، تجاوز نسبة الحد الأدنى من الأصوات (5 في المائة) التي تمكنه من دخول البرلمان.