ملامح جديدة محتملة لخارطة التحالفات السياسية في ولاية هامبورج
٢٥ فبراير ٢٠٠٨تجتمع قيادات الأحزاب الألمانية اليوم الاثنين 25 فبراير/شباط في برلين وهامبورج لمناقشة نتائج الانتخابات المحلية، التي أجريت أمس الأحد في هامبورج. ومن المتوقع أن يناقش قادة الأحزاب إمكانية تشكيل حكومة جديدة في هامبورج، بعدما فقد الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على المستوى الاتحادي، أغلبيته المطلقة، الأمر الذي سيرغم الحزب على تشكيل ائتلاف مع حزب آخر حتى يظل ممسكا بمقاليد الحكم في الولاية. يذكر أن هذا الحزب حكم الولاية خلال السنوات الأربع الماضية دون الدخول في تحالف مع أي حزب آخر.
وحسب المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، فقد حصل الحزب المسيحي الديمقراطي على 42.6 في المائة مقارنة بـ 47.2 في المائة عام 2004، بينما حصل الحزب الاشتراكي على 34.1 في المائة مقارنة بـ 30.5 في المائة عام 2004. أما حزب الخضر، فحصل على 9.6 في المائة متراجعا عن نسبة 12.3 في المائة التي حققها عام 2004، ودخل حزب اليسار إلى البرلمان لأول مرة بعد حصوله على 6.4 في المائة، فيما خرج الحزب الديمقراطي الحر من البرلمان بعد تراجعه إلى 4.7 في المائة.
الانتخابات أعادت خلط الأوراق
أسفرت نتائج هذه الانتخابات عن خلط في الأوراق وحتمت إعادة النظر في التحالفات السياسية القائمة. فالحزب المسيحي الديمقراطي، الذي لم يحصل على الأغلبية المطلقة، فقد أيضا حليفه التقليدي، الحزب الديمقراطي الحر (الليبراليين)، الذي فشل في الحصول على نسبة الحد الأدنى من الأصوات (5 في المائة من الأصوات) اللازمة لدخول برلمان الولاية. بينما لن يستطع الحزب الاشتراكي الديمقراطي تشكيل حكومة ائتلافية مع حليفه التقليدي، حزب الخضر، نظرا لعدم كفاية قدرتهما معا على بلوغ الأغلبية المطلقة.
خيارات محدودة
وتبدو خارطة التحالفات المقبلة محصورة في خيارين لا ثالث لهما؛ الأول: تحالف موسع يضم الحزبين الكبيرين؛ المسجي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي وربما تنضم لهما أحزاب صغيرة مثل حزب الخضر. أما الخيار الآخر المتاح، فهو تحالف بين الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب الخضر، وفي حالة قيام مثل هذا التحالف، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتحالف فيها الحزبان على مستوى الولايات. وقد أعلن مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي وعمدة هامبورج المنتهية ولايته فون بويست عقب الانتخابات، عن عزمه إجراء مفاوضات مستفيضة مع كل من الحزب الاشتراكي وحزب الخضر، مشيرا في الوقت نفسه إلى حرصه على عدم إعطاء حزب اليسار؛ "الفرصة لممارسة أي دور مؤثر"، حسب تعبيره.
لكن الدخول في مفاوضات بين هذه الأحزاب لا يعني سهولة التوصل إلى اتفاق، فالاختلافات في الرؤى السياسية بينها تظل قائمة، وقد يتوجب عليها تجاوزها إذا ما أرادت أن تصل إلى نقطة مشتركة. وتبدو نقاط الاختلاف واضحة أكثر فيما يتعلق برؤية كل منها للسياسة التعليمية ولسياسة الطاقة. في هذا السياق، لم تستبعد مرشحة حزب الخضر في هامبورج، كريستا جووتش، التحالف مع الحزب المسيحي الديمقراطي، إلا أنها لم قالت إن نقاط الالتقاء بين الحزبين "محدودة للغاية".