اعتقال ستة متهمين مفترضين بقتل موظف إغاثة ألماني في أفغانستان

تزامن وقوع اعتداء أودى بحياة موظف ألماني يعمل في إحدى منظمات الإغاثة الدولية الناشطة في أفغانستان مع تصويت البرلمان الألماني "بوندستاغ" على قرار إرسال طائرات استكشافية ألمانية من طراز "تورنادو" إلى الجنوب الأفغاني. وفي حين يعتبر المراقبون اتخاذ القرار اليوم في البرلمان الألماني "مسألة متفق عليها،" يقول البعض إن الاعتداء قد يثني بعض نواب الـ"البوندستاغ" عن رأيه المؤيد لإرسال الطائرات الاستكشافية المذكورة. في غضون ذلك، أعلنت مصادر أفغانية رسمية اعتقال ستة متهمين مفترضين. وقال حاكم إقليم "ساري بول" سيد محمد إقبال منيب لوكالة الأنباء الألمانية "دي بي إيه" إن الرجال الستة متهمون باغتيال عامل الإغاثة الألماني. وأضاف حاكم الإقليم أن أكثر من مائة شرطي شاركوا في عمليات البحث التي شملت معظم أراضي الإقليم الأفغاني.

شتاينماير يشجب

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك -فالتر شتاينماير أدان الاعتداء الذي أودى بحياة الموظف الألماني بالمنظمة العالمية لمكافحة الجوع اليوم في أفغانستان. وقد أفادت الخارجية الألمانية بأن شتاينماير قال اليوم في بروكسل إن الحكومة الألمانية "ستفعل كل ما بوسعها للوقوف على ملابسات هذه الفعلة الشنيعة وتقديم الجناة للعدالة". وقدم شتاينماير عزاءه لأسرة القتيل وأصدقائه قائلا إن الذي فقد حياته اليوم في أفغانستان إنسان نذر حياته من أجل إعادة إعمار أفغانستان و مساعدة شعبها. ومن ناحية أخرى أشاد شتاينماير بعمل موظفي الإغاثة الألمان في أفغانستان واعتبر أنهم يقومون بعمل رائع وأنه "لم يكن الكثير من الإنجازات في طريق دولة القانون والنظام والتنمية الاقتصادية ليتم دون مساهمتهم. ولن نسمح بإفساد نتائج هذه الجهود التي بذلناها".

مخاوف من سحب منظمات الإغاثة الألمانية

على صعيد متصل، حذر عدد من المسؤولين الألمان اليوم الجمعة من إهمال المشروعات التنموية الألمانية في أفغانستان بعد مقتل أحد موظفي الإغاثة الألمان أمس في إقليم ساري بول بشمال أفغانستان.

وقال كارل تيودور تسوجوتنبرج، خبير السياسة الخارجية بالتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونج" اليوم الجمعة إن خطة العمل على المسار العسكري بالتوازي مع المساعدة في عمليات إعادة الاعمار في أفغانستان "أمر صائب". ومن جانبها قالت وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية هايدي ماريا فيتسوريك-تسويل إن حكومة برلين تنتظر من السلطات الافغانية "بذل أقصى ما بوسعها لاعتقال القاتل أو القتلة وتقديمهم لمحاكمة عادلة". كما قال فينفريد ناختفاي خبير سياسة الدفاع بحزب الخضر إنه لا ينبغي أن يؤدي هذا الحادث إلى طرح مسألة سحب موظفي الإغاثة الألمان من أفغانستان.

ملابسات أولية لظروف مقتل موظف الإغاثة

وكان متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية في وقت سابق من اليوم قال إن مواطنا أجنبيا لقي حتفه اليوم جراء هجوم وقع اليوم في إقليم ساري بول. وحملت الداخلية الأفغانية "لصوصا مسلحين" مسؤولية الهجوم، حيث قال المتحدث إن الشرطة تبحث عن الجناة. وبدورها ذكرت مصادر الجيش الألماني أن مركبتين تابعتين للفرع الألماني لمنظمة مكافحة الجوع العالمي تعرضتا لإطلاق نار في إقليم ساري بول. غير أن وزارة الخارجية الألمانية لم تؤكد حينها نبأ قتل الموظف، حيث قالت متحدثة باسم الوزارة في برلين إن أحد موظفي منظمة مكافحة الجوع العالمي فقد في أفغانستان. وأضافت المتحدثة أن عددا من الجنود الألمان المتمركزين في مدينة مزار شريف في طريقهم الآن إلى موقع الحادث لتوضيح مصير الموظف الألماني في أسرع وقت.

وبمقتل هذا الموظف فإنه سيكون أول موظف بمنظمات الإغاثة الألمانية يلقى حتفه في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان عام 2001. وجدير بالذكر أن ألمانيين كانا يعملان لصالح مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية الألمانية تعرضا العام الماضي لاعتداء من قبل مجهولين في أفغانستان أودى بحياتهما.