اعتقال شخصين يشتبه بتورط أحدهما في محاولة قتل قائد شرطة مدينة ألمانية
١٥ ديسمبر ٢٠٠٨تعرض قائد شرطة في مدينة باساو الواقعة جنوبي ولاية بافاريا الألمانية قبل يومين إلى اعتداء خطير، يشتبه في وقوف التيار اليميني المتطرف ورائه. في هذا الإطار أعلن هلموت فالخ، ممثل الادعاء العام في مدينة باساو الألمانية، اليوم أنه تم إلقاء القبض على شخصين يُشتبه في تورطهما في عملية الاعتداء على قائد شرطة مدينة باساو في ولاية بافاريا الألمانية آلويس مانيشل. وحسب تقرير نشرته صحيفة "باساوه نويه بريسه" أكد متحدث باسم مديرية الشرطة في مدينة ريغينسبورغ عملية الاعتقال.
مطالب بتشديد العقوبات على كل من يعتدي على الشرطة
وكان قائد شرطة مدينة باساو قد تعرض مساء يوم السبت الماضي (13 من ديسمبر/ كانون الأول) لاعتداء بسكين على يد شخص يُعتقد أنه من النازيين الجدد. وكان الرجل قد فاجأ قائد الشرطة أليوس مانيشل لدى فتحه باب منزله الواقع في ضاحية فورستينتسال، الواقعة بالقرب من مدينة باساو. وبعد أن ردد الرجل شعارات نازية انهال على قائد الشرطة وأصابه بطعنات خطيرة في منطقة البطن كادت أن تصيب قلبه وأن تودي بحياته. وتشير آخر الأخبار إلى أن مانيشل قد تجاوز مرحلة الخطر بعد أن أجرى له الأطباء جراحة ناجحة. ويأمل الأطباء في أن يغادر مانيشل المستشفى خلال احتفالات أعياد الميلاد.
وكان مانيشل قد وصف الرجل الذي اعتدى عليه بأنه حليق الرأس وأنه طويل القامة، إذ يُعتقد أن طوله يبلغ 190 سينتمترا. وقال مُمثل الادعاء العام هيلموت فالخ في تصريحات لصحيفة "باساوه نويه بريسه" إن أوصاف الجاني التي ذكرها مانيشل تنطبق على الشخصين المُشتبه فيهما، مضيفا أنه يجري التحقيق معهما الآن للوصول إلى مزيد من المعلومات.
ويعتقد المحققون أن هذا الاعتداء انتقام من قائد الشرطة بسبب قيادته للعديد من الحملات التي استهدفت المتطرفين اليمينيين في منطقة باساو مما عرضه لانتقادات حادة على المواقع الإليكترونية للنازيين الجدد. وشكلت الشرطة لجنة خاصة تضم 20 موظفا للتحقيق في الجريمة.
وفي حديث له مع راديو ولاية بافاريا أعلن وزير داخلية ولاية بافاريا يوأخيم هيرمان تشديد الإجراءات ضد التيار المتطرف في الولاية وقال إن يعتزم تعزيز مراقبة نشاطات النازيين الجدد وشدّد على ألا تكسر مثل هذه الاعتداءات من عزيمة رجال الشرطة في مكافحة اليمين المتطرف. كما طالب هيرمان بتغيير القوانين وذلك بهدف تشديد العقوبات على كل من يعتدي على رجال الشرطة.
مطالب بمكافحة شتى مظاهر التطرف اليميني
وأثارت عملية الاعتداء نقاشات جديدة حول إمكانية تقديم مطلب جديد لدى المحكمة الاتحادية الدستورية بحضر الحزب القومي الألماني الديمقراطي، المعروف بالتطرف اليمني. وعلى الرغم من أن هذا الحزب غير ممثل برلمانيا سوى في ولايتين من إجمالي 16 ولاية ألمانية، ولم ينجح في الدخول إلى البرلمان لاتحادي (البوندستاغ) إلا أن وجوده على الحياة السياسية لا يزال يعد مبعثا على القلق نظرا لسياسته التي توصف باليمنية المتطرفة، إلى درجة أن الكثيرين يعتقدون أن أعضاؤه ينتمون إلى تيار ما يُعرف بالنازيين الجدد.
على صعيد آخر طالب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاشتراكي في البرلمان البافاري كارل فريله باتخاذ إجراءات سريعة بهدف حضر الحزب اليمني المتطرف وكل المنظمات اليمنية المتطرفة. وفي حديث له مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني (تسي دي إف) شكك الخبير في الشؤون الداخلية لدى الحزب الديمقراطي الحر ماكس شتادله في مدى جدوى تقديم طلب لدى المحكمة الاتحادية الدستورية بحظر الحزب اليميني المتطرف. وطالب بدلا عن ذلك بمواصلة دعم البرامج التي تُعنى بالأشخاص الذين كانوا ينشطون ضمن التيار اليميني المتطرف والذين قرروا الخروج عن هذا التيار. كما طالب عضو البرلمان الألماني (البوندستاغ) والذي ينحدر من مدينة باساو بمواصلة حملات التوعية في المدارس الألمانية وذلك للحيلولة دون انزلاق الشباب الألمان في تيار التطرف.