الأزمة المالية تسيطر على محادثات القمة الإيطالية الألمانية المصغرة

اجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في مدينة تريستيه الإيطالية لعقد مشاورات على المستوى الحكومي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن رئيس الوزراء الإيطالي قوله في مؤتمر صحفي مشترك عقب نهاية المحادثات، إنه والمستشارة الألمانية يأملان في تحقيق الشراكة المحتملة بين شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا وشركة الطيران الإيطالية المتعثرة أليطاليا. وأوضح برلسكوني هذا الأمر قائلاً: "كلانا نفضل التعاون بين أليطاليا ولوفتهانزا ، وفي حقيقة الأمر نأمل أن يحدث ذلك.

وكانت كبرى الصحف الاقتصادية الإيطالية "إيل سولي 24 أور " ذكرت في وقت سابق اليوم الثلاثاء أن الاتحاد المالي الإيطالي الخاص "تشاي" الذي يعزم على شراء نصيب الدولة في أليطاليا، على وشك التوصل إلى اتفاق مع الخطوط الجوية الفرنسية­ الهولندية (إير فرانس ­- كي.إل.إم.) وقالت الصحيفة، دون أن تحدد مصادر، إن الصفقة الوشيكة ستتضمن شراء (إير فرانس ­- كي.إل.إم.)نسبة 20 في المئة من أليطاليا مقابل 200 مليون يورو (252 مليون دولار). غير أن تلميحات برلسكوني تشير إلى أن المسألة لم تحدد بعد. وفي وقت سابق من العام الحالي كان رئيس الوزراء الإيطالي ، الذي كان زعيما للمعارضة ، أحبط محاولة (إير فرانس ­- كي.إل.إم.) لشراء أليطاليا بينما كان يقوم بحملة للإبقاء على شركة الطيران التي تواجه صعوبات في أيد إيطالية.

الأزمة الاقتصادية محور اللقاء بين الزعيمين

وركز برلسكوني وميركل خلال لقائهما اليوم الثلاثاء في الميناء الواقع شمال شرقي إيطاليا على البحر الإدرياتيكي، والذي جاء بعد ثلاثة أيام من القمة التي حضرها الزعيمان لمجموعة العشرين في واشنطن والتي تناولت الأزمة المالية العالمية، على القضايا الاقتصادية. وقالت ميركل إنه مع دخول إيطاليا وألمانيا في حالة ركود فقد حان الوقت "لمواجهة الأزمة الاقتصادية، غير أنه لا ينبغي علينا أن ننسى القضايا البيئية. وأضافت المستشارة الألمانية: "يجب علينا ألا نختار الإجراءات الخاطئة" موضحة أن "حزم المساعدة الأوروبية والوطنية يجب أن تستهدف قطاعات لها مستقبل. وأشارت إلى أن " ألمانيا تصر على مزيد من المرونة فيما يتعلق بتوفير عمليات التمويل الهيكلية من قبل الاتحاد الأوروبي حتى يمكن إنفاق الأموال دون بيروقراطية كبيرة. ومن جانبه، قال برلسكوني إن إيطاليا وألمانيا، وهما من كبرى الدول الصناعية في الاتحاد الأوروبي ، يعارضان أي إجراءات تتضمنها حزم الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمناخ والطاقة والتي سيكون لها أثر سلبي على بلديهما وصناعتيهما.

وحول ما إذا كانت إيطاليا تعتزم اقتفاء أثر الولايات المتحدة في الإجراءات التي تتخذها للعمل على ازدهار صناعة السيارات، أجاب برلسكوني: "لا نعتقد أنه يجب اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وأضاف " إننا لا نستبعدها لأننا في المقام الأول نريد أن نرى كيف يتصرف السوق ولكن في هذه اللحظة لا توجد خطط للتدخل". وفي إشارة إلى أهمية قمة مجموعة العشرين والتي جمعت الدول المتقدمة والاقتصاديات الناشئة، قال برلسكوني إنه وميركل لا زالا يؤمنان بأن مجموعة الثمانية (جي 8 ) التي تقتصر على كبرى الدول الاقتصادية والمتقدمة يجب أن تستمر. وقال برلسكوني إنه يجب توسيع نطاق مجموعة الثمانية، التي ستتولى إيطاليا العام القادم رئاستها وتستضيف قمتها، لتصبح جي 14 أو جي 20 ، اعتمادا على المشكلات التي ستطرح على المائدة.

برلسكوني يلعب مع ميركل لعبة "الاختفاء"

ورغم طغيان الأزمة الاقتصادية على المحادثات، إلا أن ذلك لم يمنع رئيس الوزراء الإيطالي من أن يلعب لعبة الاختباء مع المستشارة الألمانية الزائرة، حيث اختبأ وراء عمود حين وصلت للاجتماع معه في القمة الإيطالية الألمانية القصيرة. وذكرت وكالة رويترز أنه تم تصوير فيلم فيديو للمزحة ونشره في موقع صحيفة "لاريبابليكا" الإيطالية على شبكة الانترنت، ويعرض الفيلم الموكب الألماني أثناء تقدمه للاستقبال الرسمي، في حين توارى برلسكوني وراء عمود كبير، كما نقلت رويترز عن صحفيين حضروا الواقعة قولهم أن الزعيم الإيطالي نادى عندئذ بصوت عال قائلاً: "كو-كو"، فالتفتت ميركل تجاهه وقالت "سيلفيو"، ثم تعانقا. الجدير بالذكر أن برلسكوني له تاريخ من المداعبات الثقيلة مثل وضع إصبعيه وراء رأس وزير إسباني على هيئة قرنين أثناء لقاء قمة، كما أنه معروف أيضاً بزلاته الكلامية.