برلين وبروكسل تتوقعان تعاونا بناء مع الحكومة الإيطالية القادمة
١٥ أبريل ٢٠٠٨توقعت الحكومة الألمانية التعاون بشكل جيد مع الحكومة الإيطالية الجديدة بقيادة سيلفيو برلسكوني. وهنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الثلاثاء (15 أبريل/نيسان 2008) برلسكوني الفائز في الانتخابات البرلمانية في إيطاليا وقالت إنها تتطلع إلى التعامل معه. كما ذكرت الخارجية الألمانية إن برلين ستتعاون مع برلسكوني "بشكل وثيق يتميز بالثقة كما كان الوضع مع كل الحكومات السابقة". في غضون ذلك، ذكر خبراء في برلين أن فوز تيار يمين الوسط في إيطاليا يكشف عن "رغبة في التغيير السياسي". وقوبلت تصريحات برلسكوني قبل الانتخابات التي أكد فيها أنه "صديق لأوروبا" وأعرب فيها عن عزمه مواصلة الاندماج داخل الاتحاد الأوروبي، بالترحيب في أوساط الحكومة الألمانية.
من جانبها فقد أعربت أوساط الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، وحزب الخضر لمعارض عن قلقها إزاء ما أسمته تبعات فوز برلسكوني في الانتخابات. ونبه مارتن شولتز، العضو في البرلمان الأوروبي والمنتمي للحزب الاشتراكي، في تصريحات إذاعية إلى "تركيز السلطة" لدى برلسكوني الذي يمسك في يده بقوة الثروة والسلطة الإعلامية. ومن ناحيته قال يورجن تريتن نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر: "أعتقد أن الوضع سيصبح أصعب على مستوى أوروبا"، مشيرا إلى تركيز برلسكوني على الاهتمام بالسياسة الداخلية بشكل ملحوظ.
الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى علاقات "مثمرة و بناءة"
أوروبيا وجه رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، تهنئته اليوم إلى سيلفيو برلسكوني لفوزه في الانتخابات الإيطالية. وقال باروسو خلال اتصال هاتفي، أجراه مع برلسكوني بعد وقت قصير من إعلان نتائج الانتخابات الإيطالية، إنه يتطلع إلى علاقة "مثمرة وبناءة" مع الحكومة الإيطالية الجديدة. كما أعرب باروسو عن خالص تمنياته لبرلسكوني قائلا: "إن تغيير الحكومة في إيطاليا يحدث في توقيت مهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي". هذا وأعرب رئيس الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي عن ثقته بأن برلسكوني سيساهم في النجاح الكامل للمشروع السياسي لأوروبا، علما أن العلاقات بين برلسكوني والاتحاد الأوروبي لم تكن دائما جيدة.
وكان برلسكوني فاز في الانتخابات التي جرت على يومين حيث حصل على 47 بالمائة من أصوات الناخبين متقدما على منافسه الرئيسي وولتر فلتروني من الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) بنسبة تسعة بالمائة. وأعطت النتائج لائتلاف يمين الوسط الذي ينتمي إليه برلسكوني 170 مقعدا من إجمالي 322 مقعدا في مجلس الشيوخ. وحقق حزب برلسكوني "شعب الحرية" وحليفه الرئيسي حزب "الرابطة الشمالية" أغلبية كاسحة في مجلس النواب بعد أن حصلا على 340 مقعدا من إجمالي 630 مقعدا. ويجب أن يعقد مجلسا النواب والشيوخ في البرلمان الجديد جلستيه لاختيار رئيسي المجلسين قبل أن يطلب الرئيس جورجيو نابوليتانو رسميا من برلسكوني تشكيل الحكومة. كما سيجري البرلمان الإيطالي تصويتا بالثقة على الحكومة الجديدة.