الأسد يربط تنفيذ المبادرة الروسية بتوقف تهديدات واشنطن
١٢ سبتمبر ٢٠١٣قالت الأمم المتحدة الخميس (12 سبتمبر/ أيلول 2012) إنها تسلمت وثيقة من سوريا تتعلق بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو أمر وعدت حكومة الرئيس بشار الأسد به في إطار اتفاق لتجنب ضربات جوية أمريكية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين: "تسلمنا قبل ساعات قليلة وثيقة من الحكومة السورية نقوم بترجمتها وستكون وثيقة انضمام تخص معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أوضح الخميس أن سوريا سترسل "خلال أيام قليلة" إلى الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الوثائق التقنية الضرورية لانضمامها إلى المنظمة. وقال الأسد في مقابلة مع شبكة "روسيا 24" التلفزيونية الحكومية: "خلال بضعة أيام سترسل سوريا رسالة إلى الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية مرفقة بالوثائق التقنية الضرورية لتوقيع اتفاق" الانضمام للمنظمة.
لكن الرئيس السوري أكد أن بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الأسلحة الكيماوية إلا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها "للإرهابيين"، حسب قوله، وتوقفت عن "تهديد" سوريا. وأوضح الأسد بحسب ترجمة لتصريحاته: "إنها عملية ثنائية ... حين نرى أن الولايات المتحدة تريد فعلاً استقرار المنطقة وتتوقف عن التهديد والسعي للهجوم وتسليم أسلحة للإرهابيين، حينها سنعتبر أنه بإمكاننا المضي في العملية حتى النهاية وأنها مقبولة بالنسبة إلى سوريا".
مقتل العشرات من الأكراد ومقاتلي المعارضة
على صعيد آخر، قال نشطاء الخميس إن تصاعد الاشتباكات في اليومين الأخيرين بشمال شرق سوريا أدى إلى مقتل عشرات من مقاتلي المعارضة والمقاتلين الأكراد، وهو ما يبرز الصراع في المنطقة المنتجة للنفط على الأرض والموارد. ويسيطر المقاتلون من الأقلية الكردية - زهاء عشرة في المئة من بين 23 مليون نسمة في سوريا - على رقعة يتمتعون فيها بقدر متزايد من الاستقلال قرب الحدود مع العراق وتركيا.
وتكررت الاشتباكات بين المقاتلين من أكراد سوريا وخصوصاً الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي وبين مقاتلي المعارضة الذين تقودهم في المنطقة وحدات مرتبطة بتنظيم القاعدة، مع تراجع القوات الحكومية على مدى السنة الأخيرة. وحمل الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الجماعات المرتبطة بالقاعدة المسؤولية عن العنف الأخير، قائلاً إن مقاتلين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام هاجموا عدة قرى كردية في محافظة الحسكة. وأضاف أن المدفعية الثقيلة والدبابات استخدمت في القتال.
وتتباين تقديرات عدد القتلى، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويراقب الوضع في الداخل، إن ما لا يقل عن 35 من مقاتلي المعارضة و13 مقاتلاً كردياً لقوا حتفهم على مدى اليومين الأخيرين. ويتهم مقاتلو المعارضة معارضيهم الأكراد بالتعاون مع القوات الحكومية لتأمين استقلال منطقتهم. لكن نشطاء يقولون إن الصراع على الموارد والأرض كان عاملاً أكبر في الاشتباكات الأخيرة.
ع.ش/ي.أ (أ ف ب، رويترز)