الأسد يعتبر أن المعركة تستهدف "منظومة المقاومة بأكملها"
١٩ سبتمبر ٢٠١٢التقى وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول 2012) في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت تستمر فيه أعمال العنف على وتيرتها المتصاعدة في مناطق مختلفة من البلاد، مستدعية مزيداً من حملات التنديد من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.
وقال صالحي لدى وصوله إلى مطار دمشق إن الهدف من زيارته "التشاور على كافة المستويات السياسية بخصوص" المشكلة السورية، معرباً عن أمله في "أن تتم إدارة هذه المشكلة في اقرب فرصة". وأضاف، بحسب الترجمة العربية الرسمية المباشرة لتصريحاته، أن الحل "يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع كافة المؤسسات الدولية والإقليمية".
من جانبه أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن المعركة الجارية حالياً في بلاده لا تستهدف سوريا فحسب، وإنما "منظومة المقاومة بأكملها". وقال الأسد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن "المعركة الحالية تستهدف منظومة المقاومة بأكملها وليس سوريا فقط"، في إشارة إلى ما يعرف بمحور المقاومة ضد إسرائيل وأبرز أركانه سوريا وإيران وحزب الله اللبناني.
وقالت سانا من جهة ثانية إن الأسد أكد للوزير الإيراني أن سوريا "أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للازمة". وأضاف أن سوريا أكدت أيضاً أن "مفتاح نجاح أي مبادرة هو النوايا الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة تحترم سيادة سوريا وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي"
وكانت إيران اقترحت في الاجتماع الوزاري لـ"مجموعة الاتصال" المؤلفة من إيران وتركيا ومصر والسعودية الذي عقد الاثنين الماضي في القاهرة وغابت عنه السعودية، إرسال مراقبين من الدول الأربع للمساعدة في وقف العنف جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 18 شهراً في سوريا.
وقال صالحي الذي التقى أيضاً نظيره السوري وليد المعلم: "كان من المقرر أن تشارك السعودية (في الاجتماع)، لكن لبعض الأسباب لم تستطع أن تشارك. نتمنى مشاركتها في الاجتماعات القادمة". وتعتبر إيران من أبرز حلفاء النظام السوري في المنطقة، في حين تدعم مصر والسعودية وتركيا المعارضة السورية.
وسحبت الأمم المتحدة الشهر الماضي بعثة المراقبين الدوليين التي انتشرت لمدة أربعة أشهر في سوريا في محاولة لإرساء وقف لإطلاق النار أعلن في نيسان/ أبريل من دون أن تنجح في ذلك.
استمرار الاشتباكات
ميدانياً تستمر الاشتباكات وعمليات القصف في عدد من أحياء مدينة حلب في شمال سوريا، حيث ينفذ المقاتلون المعارضون هجمات متكررة على مراكز تابعة للقوات النظامية، بحسب مصدر عسكري. وقتل 32 شخصاً الأربعاء في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في حلب نقلاً عن مصدر عسكري أن مسلحين شنوا مساء الثلاثاء هجوماً في منطقة ميسلون (شرق) على نقاط تمركز للجيش السوري، و"قامت مجموعة من وحدات الجيش تؤازرها مروحية عسكرية بصده، وقد استمر لأكثر من ثلاث ساعات". وقال المصدر إن مقر المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية في منطقة الزهراء (غرب) تعرض "لهجوم من مسلحين فشلوا في الاقتراب منه"، مشيراً إلى "محاولات متكررة وشبه يومية للسيطرة عليه".
المعارضة تسيطر على معبر تل الأبيض
على صعيد آخر ذكرت وسائل إعلام تركية أن المقاتلين المعارضين الذين يسيطرون على ثلاثة معابر حدودية سورية مع تركيا، تمكنوا خلال الساعات الماضية من السيطرة على معبر تل الأبيض في محافظة الرقة (شمال). وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد الثلاثاء عن اشتباكات عنيفة في هذه المنطقة. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله إن المعارضة السورية المسلحة سيطرت بالكامل على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا بعد معارك مع القوات الحكومية الليلة الماضية.
وأدت أعمال العنف الثلاثاء إلى مقتل 173 شخصاً في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد. يُذكر أن السلطات السورية تمنع معظم وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد، مما يجعل من الصعب التأكد من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف وعدد الضحايا من مصدر مستقل.
ع.غ/ ع.ج. (د ب أ، آ ف ب، رويترز)