التغيرات المناخية تهدد الأمن الدولي
٩ سبتمبر ٢٠٠٧يرغب زعماء دول آسيا والمحيط الهادي في إطار منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي/ إيبك في الاعتراف بأن حماية المناخ في عصر التغيرات المناخية تشكل إحدى المصالح الحيوية لديمومة الحياة. وخلال المنتدى اتفق المجتمعون على "أهداف محددة لدول إيبك بشأن كثافة الطاقة"، والتي ستترجم إلى خفض الطاقة المستخدمة في إنتاج السلع والخدمات.
إلا إن هذا الاتفاق جاء مشوباً بإخفاق زعماء دول آسيا والمحيط الهادي في تحديد أهداف واضحة للحد من الانبعاث المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنهم اتفقوا من حيث المبدأ على أن الدول الغنية والفقيرة تحتاج إلى خفض الانبعاث ويجب عليها أن تقوم بذلك على السواء.
الحل في اتفاق أممي
يرى الصحفي المتخصص في شؤون المناخ فريد بيرس في مقابلة مع دويتشه فيله أن اتفاقية تحت رعاية الأمم المتحدة يمكن أن تشكل المخرج الوحيد من أزمة تغيرات المناخ التي بدأت تلقي بظلالها على كوكبنا. وأكد بيرس على أهمية الأهداف الطموحة التي يضعها الاتحاد الأوروبي في تعامله مع هذه الأزمة. واعتبر أن جولة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الأسيوية الأخيرة لحشد الدعم لمبادرة جديدة لحماية البيئة تعتبر خطوة مهمة في هذا الاتجاه. وعن الاقتراح المتعلق بقياس كمية الغازات المنبعثة على عدد سكان كل بلد يعلق بيرس بالقول: "أعتقد أن هذا يعتبر الحل الوحيد الذي يمكن الحل الأكثر فاعلية وعدالة وعلى المدى البعيد ".
التغيرات المناخية سبباً للحروب؟
يدرس المجلس العلمي للتغيرات المناخية العالمية/ WBGU الذي يقدم الاستشارة للحكومة الألمانية تبعات هذه التغييرات على الصعيدين السياسي والاجتماعي. وسيصدر المجلس توصية في خريف 2007 تحت عنوان "العالم في تغير- مخاطر التغييرات المناخية أمنياً". وفي هذه التوصية يحاول خبراء المجلس رسم معالم سيناريو قاتم في حال استمر فشل المجتمع الدولي في الاتفاق على سياسة مناخية مشتركة.
ووفق تقديرات الخبراء فأن التغيرات المناخية ستكون سبباً لنشوب نزاعات مسلحة وحالات من عدم الاستقرار، الأمر الذي يهدد الأمن الدولي إلى درجة لا يمكن توقعها. وهذه القضية ستتسبب بشكل مزايد في نشوء انقسامات وصراعات عالمية تتمحور حول الماء واليابسة ومشاكل النازحين ومطالب الدول المسؤولة عن التغيرات المناخية بدفع تعويضات للدول المتضررة.
بارقة أمل!
ومن المتوقع أن يقدم التقرير بارقة أمل تتمثل في أن التهديدات الناجمة عن التغيرات المناخية يمكن أن توحد صفوف المجتمع الدولي على أساس أنها تشكل تهديداً للبشرية جمعاء. كما أن حلها يتطلب متابعة الجهود لوضع حد للتداعيات التي تنطوي عليها على أساس أنه من غير الممكن التوقف في منتصف الطريق أو العودة إلى نقطة البدء.
مارتين شرادر/ إعداد: عماد م. غانم