"الصراع بين كلينتون وأوباما قد يصب في نهاية المطاف في مصلحة ماكين"
٦ فبراير ٢٠٠٨ينظر العالم إلى الولايات المتحدة هذه الأيام بكثير من الاهتمام والأمل، لأن التنافس الحاد بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما اتخذ شكل صراع سياسي جبار يشمل الجنس والعرق على حد سواء. فلأول مرة في تاريخ البلاد تتوفر امرأة ومرشح أسود على حظوظ لدخول البيت الأبيض. والأمل لأن كل المرشحين عازمون على إحداث قطيعة مع عهد بوش بما في ذلك مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين. أمل تجلى بشكل واضح في يوم الثلاثاء الكبير الذي جرت فيه انتخابات تمهيدية شملت نصف مجموع الولايات الأمريكية، انتخابات زادت نتائجها من حدة التنافس بين كلينتون وأوباما، رغم تقدم طفيف لكلينتون اثر فوزها في ولاية كاليفورنيا. هذا التنافس من شأنه أن يظل قائما إلى آخر لحظة ما يهدد الحزب الديمقراطي بتمزق داخلي. فإذا كان أوباما يلقى تأييدا من فئات الشباب ومن غالبية السود الأمريكيين، فإن كلينتون تتمتع بتعاطف النساء والناخبين من أصول أسيوية ولاتينية.
أما جون ماكين السيناتور عن ولاية أريزونا فتصدر السباق بشكل واضح في الحزب الجمهوري، وعلى العالم أن ينظر بعناية إلى شخصية هذا المرشح، أحد أبطال حرب الفييتنام. فليس من المستبعد، ولأسباب عديدة، أن يصبح ماكين الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، إذ أظهر قدرة على تحقيق مكاسب ليس فقط في الولايات المحافظة الشمالية كنيوهامشير وفي الولايات الجنوبية، مثل كارولينا الجنوبية ولكن أيضا في الغرب الليبرالي في كاليفورنيا على سبيل المثال.
الصراع بين كلينتون وأوباما قد يصب في نهاية المطاف في صالح ماكين رغم عمره المتقدم، فقد يظهر في أعين الكثير من الأمريكيين كالمرشح الأكثر مبعثا للثقة والأمان. فقد أمضى خمس سنوات رهن الأسر في فييتنام. وعكس السيدة الأولى سابقا لن يكون ضحية طموح شخصي عارم، فهو يتمتع بسمعة الرجل العاقل المتزن الذي يتمتع بالقدرة على الدعابة وبسرعة بديهية، وفوق ذلك بخبرة طويلة في السياسة الخارجية عكس أوباما الذي لا يزال مبتدئا وليست له بعد تجربة تذكر في معالجة الملفات الأمنية.
ماكين يتمتع بالمصداقية والاستقلالية وهو ما ظهر في بعض مواقفه التي عارض فيها سياسة جورج بوش سواء في طريقة إدارة حرب العراق أو بخصوص معتقل جوانتانامو. ولماكين مواقف ليبرالية تجاه سياسة الهجرة وهي قضية بالغة الحساسية في الولايات المتحدة. كما أنه شخصية قادرة على استعادة ثقة حلفاء الولايات المتحدة في الخارج الذين أصيبوا بالإحباط وخيبة الأمل في عهد إدارة بوش.
إعداد: حسن زنيند