اليوم العالمي للكتاب: فرصة ذهبية لمكافحة الأمية
٢٣ أبريل ٢٠٠٧الكثير من الناس يقرؤون يومياً سواء في القطار أم في المقهى أم على سرير الاسترخاء أم حتى في حوض الاستحمام. ومنهم من يتصفح الجرائد اليومية باحثاً عن الإعلانات المبوبة ومنهم من يقرأ رواية أو كتاباً حول موضوع ما. ملايين الحروف المطبوعة على الورق يتم دمجها وتغليفها على هيئة كتيب صغير يصلح لحمله في الجيب أو لاستخدامه في كافة مجالات الحياة.
ونظراً لقيمة الكتب والقراءة والمطالعة وبناء على اقتراح ميلاجروس ديل كورال، مدير منظمة اليونسكو، فقد قررت المنظمة تخصيص الـثالث والعشرين من شهر أبريل/نيسان من كل عام كيوم عالمي للاحتفاء بالكتاب وحقوق الملكية الفكرية.
القراءة للجميع
ويتم تحفيز الناس صغاراً وكباراً في هذا اليوم من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية المتعددة على القراءة، ذلك أن الكتاب مازال يلعب دوراً لا بأس به كوسيلة للتثقيف والمعرفة في عصر المعلوماتية الذي نعيشه حالياً. وفي هذا السياق يقول ديل كورال: "يجب أن نضمن حرية القراءة والمطالعة لكل شخص في أي مكان من العالم". ولا يعد ذلك مجرد مطلب، ففي اليوم العالمي للكتاب يحرص المنظمون على مستوى العالم على أن تصل الكتب إلى أيدي أولئك الذين لا يكلفون أنفسهم عناء الذهاب إلى المكتبات.
فعاليات عالمية
ففي هذا اليوم من العام وتحت شعار "الكتاب رفيق المسافر" يتم توزيع الكتب الصغيرة كهدايا عينية على مرتادي محطات القطارات السويسرية، بينما يقوم بعض الممثلين الشبان بقراءة أدب الرحلات بصوت مرتفع على أرصفة المحطات أو أمام نوافذ بيع التذاكر. وأما في النمسا فإذا استقل المرء قطار الأنفاق متجولاً في أرجاء عاصمتها فينيا فلن ينسى حتماً هذا اليوم بسهولة، خاصة مع وجود الميكروفونات ومكبرات الصوت التي تنقل إلى أسماع المسافرين حوارات مباشرة مع شخصيات مرموقة في قطار الأنفاق حول أهمية القراءة والتثقيف.
الأميّة مشكلة عظمى
لكن ما هي أهمية الكتاب، إذا لم يتمكن المرء من قراءته؟ فـ"الكتابة منظومة من الرموز ذات طابع خاص،" كما يعرّفها بيتر هوبيرتوس وماريون دوبيرت من الاتحاد الألماني لمحو الأمية ودعم التعليم الأساسي. وهي منظمة تؤكد وجود أربعة ملايين شخص في ألمانيا لا يستطيعون القراءة والكتابة، الأمر الذي يشكل مصدر حرج للبعض ولا يتم الإعلان عنه ومناقشة أسبابه وسبل معالجته على نحو كاف في الرأي العام باعتباره قضية شائكة. وفي هذا السياق يشكل اليوم العالمي للكتاب فرصة لبحث الوسائل الناجعة لمحو الأمية، فالعديد من المكتبات تدعو المارين في الشوارع لحضور ندوات وحلقات نقاش، مما يشكل فرصة لمن لا يستطيع القراءة لكي يطرح مشكلته وإتاحة المجال له للنقاش. وبدون ذلك لن تكون هناك جدوى لإنشاء مراكز ومعارض للكتب والتأكيد على أن "الكتاب خير رفيق". فما فائدة الرفيق إذا لم يفهم المرء ما يقوله؟