040411 Medien Türkei
٦ أبريل ٢٠١١تشهد تركيا منذ فترة غير وجيزة نقاشا عارما حول موضوع حرية الصحافة والتعبير الحر في البلاد إثر اعتقال الصحافيين نديم شينار و أحمد شوك بعد كشفهما بعض الأمور والوقائع. ووجهت النيابة العامة إليهما تهمة الانتساب إلى المنظمة الإرهابية "إرغينيكون"، وهي منظمة قومية متطرفة سرية قيل إنها خططت لقلب حكومة رجب طيب أردوغان الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم. ويوجد بين المتهمين ضباط كبار في الجيش وصحافيون وعلماء ومثقفون.
معلومات سرية ونشر كتاب وراء اعتقال صحافيّين أخيرا
ويعتقد الخبير في الشؤون التركية غونتر زويفرت أن اعتقال الصحافيّين يختلف عن الاعتقالات السابقة لصحافيين آخرين، مضيفا أن ما يثير البلبلة في البلاد أنهما حاولا قبل غيرهما الكشف عن هذه المؤامرة بالذات.
إلى ذلك تعمل الشرطة التركية على منع نشر كتاب أحمد شوك الذي أعده قبل القبض عليه واسمه "جيش الإمام" وتناول فيه الشبكات السرية التي تقودها الشرطة التركية وتضم أتباعا للداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة. ودهمت الشرطة هيئة تحرير الصحيفة الليبرالية "راديكال" ودار النشر "إطاكي" التي أرادت نشر الكتاب، وتفحصت الحواسيب الموجودة وألغت نسخ الكتب المخزنة فيها.
لكن الشبكات الاجتماعية أفشلت محاولة منع الكتاب، وجرى لاحقا نشر النسخة الأصلية للكتاب في الانترنت على حدّ ما قيل حيث تناقلتها الشبكات الاجتماعية الالكترونية. وأكد الصحافي أيدين إنغين أن النسخة المنشورة لا تختلف عن المشروع الأصلي للكتاب. وبعد ذلك بدأت النيابة العامة التركية في ملاحقة نشر الكتاب في الانترنت.
محامي الصحافيّين يتهم السلطة بالتعدي على الحرية
واتهم محامي شوك، فكرت إلكيز، السلطة التركية بممارسة ضغوط على الحرية الصحافية، مشيرا إلى أن محكمة أصدرت حكما بمصادرة الكتاب الذي يُنظر إليه على أنه دليل وإثبات. وأضاف المحامي أنه استخدم حقه في الطعن بالحكم، لكن المحكمة رفضت الطعن، مضيفا أن النقاش الدائر حول هذه المسألة يتمحور حاليا حول حرية التعبير عن الرأي. وزاد أن الصحافيّين المعتقلين يعتبران أن مصادرة الكتاب انتهاك لقانون العقوبات ومحاولة لإخافة المعارضة وإسكاتها.
الحكومة التركية: القضاء عادل
وشدد البعض على أهمية عرض الحقائق والدوافع التي تدعو للشك، وكذلك على مطالبة منظمات دولية، مثل المفوضية الأوروبية ومنظمة التعاون والتنمية الأوروبية، بالكشف السريع عن التهم التي يسوقها الصحافيان. وتبعا لمعهد الصحافة الدولي وصل عدد الصحافيين المعتقلين في تركيا إلى 68 شخصا. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه وأسفه لتراجع حرية الصحافة وقمع الصحافيين في تركيا.
وعقب الاعتقال سار مئات الصحافيين في الشوارع احتجاجا على القبض على زميليهما، وندد العديد من المعلّقين بالاعتقالات وانتقدوا تصرفات محامي النيابة العامة التابعين للحكومة. أما الحكومة التركية فرفضت في المقابل كل التهم ضدها، وأصرَت على القول بأن القضاء عادل، رافضة تدخل السياسيين في شؤون القضاء. ووصل في هذه الأثناء عدد المعتقلين بسبب العلاقة مع منظمة "إرغينيكن" إلى 531 شخصا، بينهم صحافيون، وارتفع عدد صفحات ملفاتهم إلى 8032 صفحة.
بازاك أوزاي/اسكندر الديك
مراجعة: منى صالح