انقسام بين المشرعين الأمريكيين بشأن حجج ترامب ضد إيران
٩ يناير ٢٠٢٠عقد وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ومديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل جلسات سرية مع كل أعضاء الكونغرس، وعددهم 535 لبحث قرار الرئيس دونالد ترامب توجيه ضربة بطائرة مسيرة قتلت سليماني في العراق الأسبوع الماضي.
وجاءت الجلسات السرية بعد ساعات من إطلاق القوات الإيرانية صواريخ على قاعدتين عسكرتين تضمان قوات أمريكية في العراق، ردًّا على قتل سليماني.
وعقب هذه الجلسات، قال السناتور روي بلانت وهو عضو في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ إن سليماني كان "العقل الإرهابي المدبر رقم 1" وإن ترامب بعث برسالة قوية ومهمة لخصوم الولايات المتحدة وأصدقائها مفادها "أن الرئيس سيتخذ القرارات الصعبة".
في المقابل، قال الديمقراطيون واثنان من الجمهوريين على الأقل، إن المسؤولين لم يقدموا أدلة تدعم تأكيدات ترامب والقادة العسكريين بـ"الخطر الوشيك" الذي كان يشكله سليماني على الولايات المتحدة، كما شككوا في حجج الإدارة حول قانونية قتل قائد أجنبي في بلد ثالث.
وفي هذا الإطار صرح النائب الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أمام الصحفيين أن "الفكرة الأساسية هي أن الإدارة كانت تقول ثقوا بنا وهذه هي الخلاصة. أنا لست متأكدا في من أثق أو ما أثق به عندما يتعلق الأمر بهذه القضايا لأنه تم إبلاغنا بأشياء مختلفة حقا تثير انزعاجي".
أما داخل المعسكر الجمهوري، معسكر الرئيس، فقد وصف السناتور الجمهوري مايك لي الجلسة بأنها كانت الأسوأ في الأعوام التسعة التي أمضاها في مجلس الشيوخ، على الأقل فيما يتعلق بقضية عسكرية، وإنه سيؤيد قرار سلطات الحرب. وعلّل موقفه بالقول: "الأمر الذي أزعجني للغاية بشأن الجلسة هو أن واحدة من الرسائل التي تلقيناها من الشخصيات التي عقدت الاجتماع هي لا تجادلوا ولا تناقشوا قضية مدى ملاءمة التدخل العسكري ضد إيران لئلا تزيدوا إيران جرأة".
في غضون ذلك، أعلنت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب إن المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون سيصوت على قرار بشأن سلطات الحرب، مضيفة أن "أعضاء الكونغرس لديهم بواعث قلق ملحة بشأن قرار الإدارة تنفيذ أعمال عدائية ضد إيران وبشأن افتقارها لاستراتيجية للمضي قدما".
وسيلزم التشريع الخاص بسلطات ترامب بعدم استخدام الجيش الأمريكي في إيران أو ضدها ما لم يعلن الكونغرس الحرب أو يوافق على تشريع يجيز استخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية.
ومن المتوقع أن يمر القرار بسهولة في مجلس النواب لكنه سيشهد عراقيل قوية في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
يذكر أن ترامب خفف من حدة اللهجة الغاضبة التي استخدمها لأيام عندما قال في خطابه يوم أمس الأربعاء، أنه سيكتفي بفرض عقوبات اقتصادية ولن يرد عسكريا على هجوم إيران بالصواريخ الباليستية. وأنعش هذا الخطاب الآمال في تراجع حدة التوتر.
ح.ز/ و.ب (رويترز، ا ف ب)