اهتمام بريطاني متزايد بالدخول إلى منطقة اليورو
١٤ ديسمبر ٢٠٠٨تراجع سعر العملة البريطانية أي الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته مقابل اليورو منذ اعتماد الأخير كعملة أوروبية مشتركة عام 1999. فقد هبط سعر الجنيه إلى أقل من 1.12 يورو خلال الأيام القليلة الماضية، مقابل 1.40 يورو قبل سنتين. وفي عدد من البنوك يعرض الجنيه للبيع مقابل يورو. ويأتي هذا التراجع عقب بيانات متشائمة عززت التوقعات بزيادة حدة ركود الاقتصاد البريطاني. وشملت هذه البيانات قطاعات الإسكان والصناعة وتجارة التجزئة. ومن شأن تراجع سعر الجنيه هذا إضعاف القوة الشرائية للبريطانيين الذين يعتمدون بالدرجة الأولى على الخدمات في تأمين مصادر دخلهم.
توقف استخفاف البريطانيين بالعملة الأوروبية
ومع تراجع سعر الجنيه تجاه العملة االأوروبية يتوقع المراقبون احتدام الجدل مجددا حول اعتماد بريطانيا للعملة الأوروبية. الخبير الاقتصادي فيل هوتون أحد الاقتصاديين القلائل المؤيدين لليورو يرى بأن العملة الأوروبية لا تحظى بتأييد غالبية البريطانيين إذ ما يزال أكثر من نصفهم ضدها. أما الحكومة البريطانية فقد وعدت سابقا بطرح الموضوع للاستفتاء. غير أن هوتون يرى في تصريح نشره موقع محطة التلفزيون الألمانية الأولى "تاغيسشاو دي اي" أن الأمر لا ينبغي أن يقتصر على الاستفتاء وحسب، بل على توعية الناس بأهمية دخول منطقة اليورو قبل ذلك.
عندما دخل اليورو في التداول كان البريطانيون يطلقون عليه تسمية "عملة التواليت" للتدليل على استخفافهم به. غير أن هذه التسمية نادرا ما تُسمع اليوم. لكن البريطانيين ما يزالون يرون في عملتهم رمزا للاستقلال والخصوصية. حتى رئيس الوزراء البريطاني غولدن براون فإنه ما يزال ملتزما بعدم طرح النقاش حول اليورو أمام الرأي العام رغم أن البريطانيين يقومون بذلك بشكل متزايد.
"إمكانية اعتماد اليورو واردة على المدى الطويل"
عندما صرح رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو مؤخرا بأن البريطانيين أقرب إلى اليورو من أي وقت مضى اتخذت الصحف البريطاينة موقفا سلبيا من أقواله. أما رد فعل وزير الاقتصاد البريطاني بيتر ماندلسون فكان متوازنا، إذ قال: "إن اعتماد اليورو غير وارد في الوقت الحاضر، غير أنني أعتبر ذلك واردا على المدى الطويل".
الخبير هوتون يعتقد بأن إيجابيات اعتماد اليورو كعملة لبريطانيا أكثر من سلبيات اعتماده. صحيح أن أكثرية البريطانيين ما تزال تعارض اليورو غير أن رأي الكثيرين سيتغير مع استمرار تراجع العملة البريطانية.