اوباما يدعو من برلين إلى إزالة كافة الجدران التي تفرق البشر
٢٤ يوليو ٢٠٠٨أمام نحو 200 ألف مشاهد ألقى مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك اوباما اليوم الخميس (24 يوليو/تموز) خطابا عند عامود النصر في متنزه تيرجارتن، وهو الخطاب العلني الوحيد في جولته الخارجية التي أقلته إلى أفغانستان والعراق والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. خطاب اليوم غير مسبوق حيث أنها المرة الاولى التي يلقي فيها مرشح رئاسي اميركي خطابا يتناول فيه السياسة الخارجية خارج بلاده، وحظي الخطاب باهتمام وسائل الإعلام الألمانية حيث قارنته بالخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي الاسبق جون كنيدي عام 1963.
اوباما استلهم تاريخ المدينة التي قسمتها الحرب الباردة إلى شطرين حتى عام 1989 تاريخ سقوط الجدار، ودعا إلى إزالة كافة الجدران الاخرى التي تفصل البشر عن بعضهم. وقال "لا يمكن ان تستمر الجدران بين قدامى الحلفاء على ضفتي المحيط الأطلسي. لا يمكن ان تستمر الجدران بين الدول الاكثر غنى وتلك الاكثر فقرا. لا يمكن ان تستمر الجدران بين الاعراق والقبائل، بين المواطنين والمهاجرين، بين المسيحيين والمسلمين واليهود".
دعوة إلى تجاوز الخلافات
حملت كلمات أوباما نبرة تصالحية تجاه أوروبا حيث دعا ضفتي الأطلنطي إلى تجاوز خلافاتهما لمواجهة التحديات العالمية المتصلة بالإرهاب والاحتباس الحراري. وقال "لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بالانقسام". مضيفا ان "القرن الحادي والعشرين انفتح على عالم أكثر ارتباطا من أي وقت في التاريخ الإنساني، لكن هذا التقارب ولد أخطارا جديدة لا يمكن أن تحد منها الحدود أو المحيطات". واكد اوباما ان "اي امة، مهما كانت كبيرة وقوية، لا يمكن ان تواجه وحيدة هذه التحديات". مضيفا أن ليس لاميركا حليف افضل من اوروبا، وأن "الشراكة الحقيقية تتطلب عملا مستمرا وتضحيات. حلفاء يتحلون بالقدرة على الاصغاء والتعلم من بعضهم البعض وخصوصا يثقون ببعضهم البعض".
وقال أوباما إن الدرس الذي تعلمنا إياه مدينة برلين هو إمكانية التعاون المشترك، فقبل 60 عاما بدأت العلاقات الأمريكية الألمانية، وذلك بعد أن تواجه البلدان في ساحة الحرب قبلها بسنوات قليلة. اوباما كان يقصد ببداية العلاقات بين البلدين الجسر الجوي الذي قام به الحلفاء عام 1948 لإنقاذ أهالي برلين من الحصار الذي فرضه عليه الاتحاد السوفيتي، ووصف أوباما الجسر الجوي بأنه منح أهالي برلين الأمل في عالم أفضل.
مطالب بمواصلة الالتزام في أفغانستان
وطلب اوباما من الأوروبيين مواصلة التزامهم في أفغانستان. وقال "من اجل شعب أفغانستان ومن اجل امننا المشترك، ينبغي انهاء العمل". وتابع يقول "لا تستطيع اميركا القيام بذلك وحدها. الشعب الافغاني يحتاج الى قواتنا وقواتكم، الى دعمنا ودعمكم للتغلب على طالبان والقاعدة وتنمية اقتصاده ولمساعدته في اعادة بناء بلاده. الرهان اكبر من ان نتخلى عنه الان".