تونس: توقيف مئات المحتجين منذ بدء الاضطرابات في عدة مدن
١٢ يناير ٢٠١٨قال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية خليفة الشيباني لإذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة الجمعة (12 كانون الثاني/يناير 2018) إنه لم تسجل أعمال عنف أو نهب في الاضطرابات التي جرت مساء الخميس في البلاد. وأكد أن الصدامات بين الشبان ورجال الشرطة كانت "محدودة" و"غير خطيرة". لكنه أضاف أن 151 شخصا متورطين في أعمال عنف أوقفوا الخميس في البلاد، ما يرفع عدد المعتقلين حتى الآن إلى 778 شخصا منذ الاثنين الماضي.
من جهتها، طلبت منظمة العفو الدولية الجمعة من قوات الأمن ضبط النفس. وفي بيان نشر الجمعة، طلبت منظمة العفو الدولية من قوات الأمن "عدم استخدام القوة المفرطة" و"الكف عن اللجوء إلى مناورات ترهيبية ضد المتظاهرين السلميين". وأضافت أنه "على السلطات التونسية ضمان أمن المتظاهرين غير العنيفين والعمل على إلا تلجأ قوات الأمن إلى القوة إلا عند الضرورة القصوى وبشكل متكافئ".
فيما دعت حركة "فاش نستناو؟" (ماذا ننتظر؟) التي بدأت في مطلع العام حملة احتجاجية على غلاء الأسعار، إلى تحرك جديد الجمعة. وتلقى الحملة، التي أطلقت منذ نحو أسبوعين، تأييدا من النشطاء وأحزاب المعارضة، وكانت نظمت مسيرات سابقة. وتجمع حوالي ألفي شخص أغلبهم من الشباب والطلبة أمام مقر الولاية مرددين شعارات "الشعب يريد إسقاط قانون المالية" والشعب يعاني في الأرياف يا حكومة الالتفاف". وانتشر الأمن بشكل مكثف وحال دون اقتراب المحتجين من مقر الولاية. وقال ناشط من الحملة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "جئنا في وضح النهار لنحتج بشكل سلمي ولا نريد التصادم مع قوات الأمن". وقال ناشط آخر "لن نتراجع عن المطلب الرئيسي وهو إسقاط القانون. نحن متمسكون بهذا المطلب".
على صعيد متصل، تظاهر عشرات من أعضاء الجبهة الشعبية المعارضة صباح الجمعة أمام محكمة قفصة (جنوب)، كما قال مراسل لوكالة فرانس برس بعد توقيف اثنين من المسؤولين المحليين للحزب ومسؤول نقابي متهمين جميعا بالتحريض على الاضطرابات. ونددت الجبهة الشعبية بحرق مقر لها في ولاية سليانة، وقال متحدث باسم العمال، أحد الأحزاب اليسارية المكونة لائتلاف الجبهة الشعبية، اليوم الجمعة، إن حرق مقر الحزب في سليانة ليلة البارحة يأتي "في اطار حملة التحريض على الجبهة الشعبية ومناضليها ورموزها".
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في سليانة المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد، إن عشرات الشباب رشقوا بالحجارة لثلاث ساعات مساء الخميس وليل الجمعة عناصر قوات الأمن الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع. في المقابل، بقي الوضع هادئا في القصرين وتالة وسيدي بوزيد في وسط البلاد الفقير وكذلك في طبربة المدينة التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا غرب العاصمة وشهدت تظاهرات وصدامات في الأيام الماضية، حسب مراسلين لوكالة فرانس برس ووسائل إعلام محلية. وبقيت ضاحية تونس أيضا هادئة ليل الخميس الجمعة.
واندلعت الاضطرابات الاثنين مع اقتراب الذكرى السابعة للثورة التي طالبت بالعمل والكرامة وأطاحت الدكتاتور زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011. وشهر كانون الثاني/يناير معروف تقليديا بانه فترة تعبئة اجتماعية في تونس، لكنه يتزامن هذا العام مع توتر استثنائي بسبب ارتفاع الأسعار وانتخابات بلدية هي الأولى بعد الثورة مقررة في أيار/مايو 2018.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)