جدل سياسي حول مستقبل تقنية ترانسرابيد الألمانية
٢٥ سبتمبر ٢٠٠٦قررت الحكومة الألمانية إرجاء خططها المتعلقة بإنشاء خط ترانسرابيد بمدينة ميونخ مؤقتا بعد كارثة اصطدام قطار من نوع ترانسرابيد الذي يعمل بالطاقة المغناطيسية بعربة صيانة على خط تجريبي يوم الجمعة(22 سبتمبر/أيلول 2006) الماضي في منطقة امزلاند الألمانية. وأعلن وزير النقل الألماني فولفجانج تيفنزيه أنه يتعين التأكد من كون تكنولوجيا الترانسرابيد آمنة أولا قبل الشروع في مد خط ميونخ. يذكر أنه كان من المزمع البت في كيفية تمويل المشروع الخريف المقبل.
جدل بسبب الحادث
وقد أثار الحادث جدلا سياسيا واسعا حول مستقبل تقنية ترانسرابيد الألمانية. فحزب الخضر ينادي بالوقف الفوري لمشروع خط ميونخ الذي سيبلغ طوله 40 كيلومترا، على عكس ذلك تمسك رئيس لجنة المواصلات في البرلمان الألماني كلاوس ليبولد(الحزب المسيحي الديموقراطي الحاكم) بأهمية مشروع ميونخ الذي سيربط بين المطار والمدينة، موضحا أنه من الممكن حل مشكلات التمويل العالقة. جدير بالذكر أن تكلفة المشروع ستصل إلى نحو 1،8 مليار يورو. هانز ايشل (الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم) حذر من أن وقف مشروع خط ميونخ سيعني النهاية لهذه التقنية الألمانية، وأوضح أن تقنية الترانسرابيد لم تخفق حتى الآن.
يذكر أن شركة انترناشيونال ترانسرابيد، وهي مشروع مشترك بين شركتي سيمنس الصناعية الالمانية وبين تايسينكروب العملاقة للصلب، تقوم بتطوير هذا القطار المكلف الذي سجل سرعة قياسية بلغت 450 كيلومترا في الساعة في عام 1993. وقامت وزارة المواصلات الاتحادية بالتعاون مع ولاية بافاريا بتكليف خبير محايد مختص لفحص الحادث والتأكد من مدى أمان تقنية الترانسرابيد، كما طُلب من الخبير فحص خطط المشروع المستقبلي لبناء السكة المغناطيسية في مدينة ميونخ.
خلل تقني أم خطأ بشري؟
يميل المحققون إلى إرجاع سبب الحادث إلى أخطاء بشرية، وقال المدعي العام للولاية الكسندر ريتماير انه لا يعرف لماذا سمح العاملون في محطة التحكم للقطار بالدخول في منطقة من المسار توجد بها عربة الصيانة. ويقول رجال الشرطة بولاية ساكسونيا السفلى إن واجب عمال غرفة التحكم هو فحص السكة والتأكد من عدم وجود أي عائق على الخط، ويتم حاليا التحقيق مع العاملين بغرفة التحكم لتأكد من أنهم قاموا بواجباتهم.
هانز جورج راشبيتشلر مخترع القطار الالماني أصر على ان تكنولوجيا ترانسرابيد امنة. واعرب في مقابلة مع رويترز عن شعوره بالاسف بسبب الحادث. وقال انه اصيب بصدمة لكنه اصر على ان التكنولوجيا المستخدمة في القطار امنة. وقال "الحادث في امزلاند هو حادث على مسار اختباري ويتعين عدم القاء اللائمة في الحادث على النظام." ويلقب راشبيتشلر وهو من ميونج بابو القطار المغناطيسي وهو حاليا رئيس شركة انترناشيونال ترانسرابيد المشتركة بين شركتي سيمنس الصناعية الالمانية وبين تايسينكروب العملاقة للصلب. وأضاف راشبيتشلر "ترانسرابيد هو أكثر نظم القطارات أمانا وعندما يستخدم فانه يسير في مسار امن بسبب تكنولوجيا النظام ولان المحرك موضوع في اجزاء منفصلة من المسار وبالتالي فلا يمكن أن يتلامس قطار ثان مع ترانسرابيد. ذلك يعني ان هذا الحادث المأساوي ليس له أي صلة باحتمالات النظام. اذا فكرتم في حوادث تكنولوجيا السكك الحديدية أو حوادث الطائرات فان هذا يحدث دائما. عادة بسبب خطأ بشري او بسبب سلسلة من
الاحداث".
من ناحية أخرى زار موقع الحادث أيضا وفد من الصين يوم السبت. ومن المعروف أن الخط التجاري الوحيد في العالم لقطار ترانسرابيد يسير بين شنغهاي ومطارها. وكان المسؤولون الصينيون يفكرون في القيام بتوسع الخط ليصل طوله إلى 200 كلم. ونقلت صحيفة داي فيلت الالمانية عن مصادر صناعية بشنغهاي قولها ان الصين تبحث ما اذا كان قطار ترانسرابيد امنا بشكل كاف ويستحق المال الذي يدفع ثمنا له.
دويتشه فيله+وكالات(ي.ز.)