حماية البيئة في جامعة لويفانا الألمانية مثال يحتذى به
٣٠ مايو ٢٠١٣في مقهي نيون في جامعة لويفانا بمدينة لونيبيرغ، هناك نوعان من الأكواب على كل طاولة، واحد من الخزف والآخر من الورق المقوى. وكالعادة فإن أغلب الطلاب يستخدمون الأكواب الورقية، إذ يمكنهم أخذها معهم أينما شاؤوا، فلا وقت لديهم للجلوس على الطاولات بالمقهى. أيرمهيلد برويغن مسؤولة حماية البيئة بالجامعة لا تستغرب الأمر أبدا؛ إذ تقول "يُقدر عدد الأكواب الورقية التي يتم رميها بالقمامة سنويا في ألمانيا بستة مليارات ونصف المليار كوب". وفي هذا المقهى يتم رمي ثلاثة آلاف كوب ورقي في الفصل الدراسي الواحد.
لكن يوجد هناك بديل لهذه الأكواب، طلاب علوم البيئة طوّروا نوعا من الأكواب البلاستيكية المصنعة من مواد أعيد تدويرها وتسمى "Keep Cup"، ويمكن شراء بـ 8 يورو، ويوفر المشتري عشر سنتات في كل مرة يشتري فيها قهوة. لكن الطلب على هذا النوع من الأكواب الرفيقة بالبيئة ليس كبيرا، حسب قول مديرة المقهى.
التجفيف بالهواء
تحاول الجامعة التوفير بطرق عدة، فمن خلال الفكرة التالية: غسل اليدين هو أمر طبيعي لتجنب الإصابة بالأمراض، خاصة بعد الخروج من الحمامات. وفي تلك الواقعة في مكتبة الجامعة، أو قرب قاعات التدريس وُضعت أجهزة كهربائية تقوم بتجفيف اليدين. هذه العملية تقلل كمية أوراق التجفيف المستهلكة بما يساوي حجم خزان سعته 1100 لتر، حسب قول برويغن، التي تضيف بأن كمية الكهرباء المستهلكة في هذه الأجهزة قد تم أخذها بعين الاعتبار وهي أكثر رفقا بالبيئة من استخدام الورق.
مثال آخر أيضا، وهو وضع أجهزة لفحص كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو عند قاعات التدريس. فإذا كانت كمية الأوكسجين طبيعية داخل القاعة فأن الأجهزة تومض اللون الأخضر، أما في حالة نقص الأوكسجين وازدياد نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون بسبب امتلاء القاعة بالطلاب، فأن اللون يتغير إلى البرتقالي ثم الأحمر، منبها إلى ضرورة فتح النوافذ للتهوية. لكن تتم السيطرة على هذه العملية خلال فصل الشتاء، حتى لا تنفذ الحرارة إلى الخارج من خلال النوافذ.
طاقة نظيفة
وعلى أحد الجدران في الجامعة عُلّقت لوحة كهربائية تشير إلى كمية غاز ثاني اوكسيد الكربون التي لم تنتج، نتيجة استخدام وسائل توليد الطاقة الكهربائية الاعتيادية. فالجامعة تستخدم الألواح الشمسية على أسقف بناياتها لغرض إنتاج الطاقة، كما أنها تبيع هذه الطاقة مما يعود عليها بالنفع المادي. تكلفة هذا النوع من وسائل إنتاج الطاقة يصل إلى 51 سنتا لكل كيلو واط. ومنذ عام 2012 تستخدم الجامعة هذه الطاقة الرفيقة بالبيئة وتقلل من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون.
أمثلة استعمال بدائل جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية داخل الجامعات كثيرة في بلدان عدة أيضا. لكن جامعة لويفانا هي الأولى من نوعها في ألمانيا التي اعتمدت في حاجتها للطاقة على وسائل رفيقة بالبيئة منذ عام 2000. كما تم إنشاء قسم لدراسة مصادر الطاقة المستدامة. وليس بعيدا يلاحظ المرء ورشة لتصليح الدراجات الهوائية، بجانب مطعم الجامعة. هنا تساعد ليز زملاءها الطلبة في تصليح دراجاتهم الهوائية. تحاول إغلاق ثقب في إطار دراجة واحدة من الطالبات وتشرح لها كيفية عمل ذلك. وتقول"لا يشمل الأمر عملية التصليح فقط، بل إعادة استخدام المواد أيضا. إذ نستعمل مواد مستعملة في تصليح الدراجات الهوائية هنا".