خبير ألماني: هناك علاقة بين عبد السلام وتفجيرات بروكسل
٢٢ مارس ٢٠١٦أفاقت العاصمة البلجيكية بروكسل على وقع هجومين إرهابيين دمويين خلفا العديد من القتلى وعشرات الجرحى، الأول ضرب مطار بروكسل الدولي، بينما استهدف الثاني محطة قطار الأنفاق في قلب الحي الأوروبي، بالقرب مقر المفوضية الأوروبية. الخبير الألماني في قضايا الإرهاب وشؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبيرغ تحدث عن دوافع هذين الهجومين مجيبا عن اسئلة DW في اللقاء التالي :
DW: التحقيقات الأولية تشير أن الهجوم الأول نفذه أحد الانتحاريين. هل فاجأك هذا الأمر؟
غيدو شتاينبيرغ: لا هذا الأمر لم يفاجئني صراحة، فالسلطات البلجيكية والفرنسية كانت في رحلة بحث مستمرة عن صانعي قنابل هاربين، حضروا المتفجرات المستخدمة في هجمات باريس شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى الآن لم يتسن للسلطات القبض عليهم. ولتفادي تكرار وقوع هجمات مماثلة، فمن الضروري القبض عليهم، وهذه هي ستكون المهمة الرئيسية لقوات الأمن البلجيكية في الأسابيع القادمة.
هل تعتقد أن السلطات البلجيكية غير قادرة على التعامل مع الجهاديين البلجيكيين؟
بلجيكا تحتضن أكبر مجموعة من الجهاديين الأوروبيين، الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" في سوريا. وهذا أمر لا يفاجئني، إذ لدى بلجيكا العديد من المشاكل في مواجهة الإرهاب. فرنسا تعرضت هي الأخرى لهجمات إرهابية، بيد أن مؤسسات الأمن هناك قوية ومتماسكة. لكن الأمر مختلف في بلجيكا، إذ أن مؤسسات الدولة لا تعمل بشكل جيد.
هل هناك أي رابط بين اعتقال المشتبه الرئيسي في هجمات باريس صلاح عبد السلام وهذين الهجومين؟
أعتقد أن هناك علاقة مباشرة بينهما. اعتقال صلاح عبد السلام، وضع مساعديه تحت ضغط كبير. ربما اعتقدوا أن وقتهم أيضاً شارف على الانتهاء، وأن عليهم الإسراع بالقيام بهجمات إرهابية. يحمل الهجومان الإرهابيان أيضاً رسالة مفادها: إنه عليهم القيام برد فعل على اعتقال شريكهم (صلاح عبد السلام، الأسبوع الماضي في حي مولنبيك بمدينة بروكسل)، وعليهم الإسراع بفعل شي، وهذا ما يمكن ملاحظته، إذ أن الهجومين الإرهابيين لم يحدثا خسائر فادحة، كما كانوا يخططون.
هجومان إرهابيان، واحد في قلب بروكسل والآخر في مطار دولي.. ألا تعتقد أن هناك إخفاقاً أمنياً كبيراً لأجهزة الأمن البلجيكية؟
لا أعتقد بوجود فشل أمني، والسبب بسيط، فمنذ فترة طويلة وبروكسل تحت تهديدات أمنية وإرهابية كبيرة. لا ننسى أن المهاجمين من البلجيكيين، يعيشون وترعرعوا هناك، في المجتمع البلجيكي. ويعرفون أين وكيف يختبئون في أحياء المدينة. كان يمكن أن يحصل نفس الشيء، في ألمانيا أو فرنسا ربما، وفي أي مطار أوروبي وبهذه الطريقة. بالتأكيد، سنلاحظ تعزيزات أمنية كبيرة في الأسابيع القادمة في الدول الأوروبية.
غيدو شتاينبيرغ أستاذ للعلوم الإسلامية ويعمل باحثاً في معهد الدراسات السياسية والأمنية في برلين. عمل مستشارًا في قضايا الإرهاب في مكتب المستشارية الألمانية لغاية تشرين الأول/ أكتوبر 2005.