ديمومة التعليم هدف الأمم المتحدة طويل الاجل
ماذا هي الآثار التي يتركها سلوكي على الظروف المعيشية للبشر في مناطق أخرى في عالمنا هذا؟ وكيف يمكنني التأثير عليه؟ وما علاقة ذلك بمستقبلي الشخصي؟ ينبغي على كل تلاميذ وتلميذات المدارس في كل أنحاء العالم طرح هذه الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها. هذا ما تقوله كارين كوبسهوف المسئولة عن مشروع الإنترنت "دردشة العالم" في منظمة "إنفيت" التي تعنى بتطوير برامج التعليم دولياً والتي فازت بجائزة الأمم المتحدة كأفضل مشروع رسمي خلال العشر سنوات المقبلة.
تأثير دائم للمعرفة
يمكن وصف الفكرة الجوهرية لهذا المشروع الطموح فيما يلي: إذا أردنا ضمان مستقبل الإنسانية والحفاظ على مقومات الحياة البشرية على كوكب الأرض، فإنه يجب على كل فرد العمل على تغيير سلوكه ليساهم في ضمان مستقبل هذا العالم. وانطلاقاً من هذا المبدأ قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2002 التركيز خلال العشر سنوات بين 2005 و2014 على تحقيق هذا الهدف وتكليف منظمة اليونسكو برعايته.
مثال واقعي من منطقة الأمازون
مشورع الإنترنت "دردشة العالم" يعالج بصورة رئيسية عواقب إستغلال النفط على منطقة الأمازون في أمريكيا اللاتينية منذ 2003. وتقول كارين كوبسهوف:" لقد نتجت صراعات بصورة مستمرة بسبب إستغلال النفط الذي يؤدي إلى تلوث البيئة، كما يتم قطع أشجار الغابات الإستوائية دون مراعاة حقوق السكان الأصليين". هذا المثال الواقعي كان السبب الذي دفع إلى معالجة الموضوع في المدارس الألمانية في إطار هذا المشروع. هناك مشاريع ومبادرات كثيرة تأخذ على عاتقها معالجة التطورات التي تتطابق مع إحتياجات الأجيال الحالية دون إلحاق الضرر بالأجيال القادمة. اليونسكو تضع هذه المشاريع على قمة سلم أولوياتها، ولذلك تقوم بالإحتفاء رسمياً بأفضل المبادرات والمشاريع وأكثرها نجاحاً خلال فعاليات معرض "ديدكا".
مدارس تعطي قدوة حسنة
مدرسة الكساندر فون هومبولدت الثانوية في مدينة هامبورغ تعطي مثالاً يحتذى به في مجال التربية النقدية بهدف خلق وعي شامل عند تلاميذها وتشجيعهم على المشاركة في النشاطات الإجتماعية البنائة، ولهذا السبب تم الإحتفاء بها كمدرسة تتميزبعمق و ديمومة تأثيرها الإيجابي. ولكن ماذا يعني، عملياً، أن تكون مدرسة ذات تأثير إيجابي دائم؟ إنه يعني، على سبيل المثال، أن تلاميذ هذه المدرسة يستطيعون التعاطي النقدي مع مواضيع تتعلق بالبيئة وبحمايتها، كما أن لهذه المدرسة مشاريع توئمة مع مدارس أخرى تتيح لهم فرصة التواصل مع تلاميذ هذه المدارس بصورة مباشرة.