زيارة ميركل لبوش: هل تتنافس ألمانيا وفرنسا على كسب ود الولايات المتحدة؟
١٠ نوفمبر ٢٠٠٧زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الولايات المتحدة تسودها أجواءا غير رسمية وتناول العشاء في مزرعة جورج بوش الخاصة في تكساس و"التخلي عن ربطات العنق" حسبما يريد الرئيس الأمريكي. إلا أن المواضيع التي سيناقشها الجانبان خلال الزيارة شائكة ومتشعبة، ولعل أعقدها هو الملف النووي الإيراني. ويجدر بالذكر أن ميركل هي أول شخصية ألمانية توجه إليها دعوة لزيارة مزرعة بوش في كروفود، ويرافقها - لأول مرة منذ استلامها منصب المستشارية- زوجها يواخيم زاور.
هل ستقنع ميركل بوش بالحل الدبلوماسي للملف الإيراني؟
حسبما قالت المستشارة الألمانية خلال اجتماعات الأمم المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، فإن موقف ألمانيا في حال لم تذعن إيران للمطالب الدولية هو "فرض عقوبات أقسى على إيران"، وهو ما يرى مراقبون أنه استبعاد للحل العسكري بخصوص إيران. بعدها بثلاث أسابيع صعد بوش لهجته تجاه إيران وتحدث عن "حرب عالمية ثالثة" في حال توصلت إيران للتقنيات اللازمة لصناعة القنبلة النووية. ومنذ ذلك الحين تتعالى في الولايات المتحدة بشدة أصوات المعسكر المؤيد للحل العسكري ضد إيران.
أما ميركل، فهي أكدت مرة أخرى قبل توجهها إلى الولايات المتحدة يوم الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران وعلى استخدام سلاح العقوبات، إلا أنه من المتوقع أن يسأل بوش عن موقف ألمانيا في حال مانعت روسيا والصين فرض عقوبات جديدة على إيران. وهنا ستظهر مدى قوة ميركل في إقناع بوش بضرورة استبعاد الحل العسكري، في حال كانت هي فعلا تريد استبعاده، كما أكدت من قبل حين قالت: "أريد حلا دبلوماسيا وسأبذل كل ما يلزم من أجل التوصل إلى ذلك".
ضغوط من المعارضة الألمانية
وقبل بدء الزيارة، طالبت المعارضة الألمانية المستشارة الألمانية باتخاذ موقف أكثر صرامة مع بوش، حيث قال غيدو فيسترفيله، رئيس الحزب الليبرالي المعارض: "أطالب المستشارة بأن توضح للرئيس بوش عدم وجود أي خيارات عسكرية للتعامل مع إيران". ومن ناحية أخرى قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب اليساري المعارض أوسكار لافونتين: "كان من الأفضل ألا تتوجه ميركل إلى تكساس في ظل التهديدات العسكرية الأمريكية ضد إيران".
ساركوزي وميركل: تنافس على ود بوش؟
بيد أن زيارة ميركل إلى الولايات المتحدة تكتسب بعدا آخر مرتبطاً بالعلاقة بين ألمانيا وفرنسا، فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قد زار مؤخرا الولايات المتحدة وألقى هناك خطابا أمام الكونغرس، زخر بالمديح للسياسة الأمريكية. وكان رد بوش على هذه الزيارة قوله عن ساركوزي: "لدي شريك في السلام. رجل لديه تصورات واضحة ومستعد لاتخاذ مواقف صارمة من أجل الحفاظ على السلام".
وبعد أن تنحى حليف بوش السابق، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن منصبه، بدت ميركل وكأنها تبنت دور حليف بوش الوحيد المتبقي في الساحة الأوروبية. لكن يبدو أن صعود ساركوزي إلى سدة الحكم وزيارته الأخيرة لواشنطن بددت انفراد ميركل بود بوش، خاصة وأن ساركوزي يتخذ مواقف أكثر صرامة من ميركل تجاه إيران، على الأقل على المستوى اللفظي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو أوضح أنه لا يتوقع في هذه المرحلة "قراراً واضحا حول الملف الإيراني". وأشار جوندرو في الوقت نفسه إلى أن "الوقت قد حان لتوقف الشركات الألمانية نشاطها في إيران"، إذ أن ألمانيا تعتبر أكبر شريك تجاري لإيران في أوروبا. لكن الحكومة الأمريكية قد بدأت في الأشهر الماضية في ممارسة الضغوط المباشرة على الشركات الألمانية لوقف تعاملها مع إيران.
برلين لا تريد تلبية الطلب الأمريكي بخصوص أفغانستان
ولا تبدو مهمة ميركل سهلة ففضلا عن الملف الإيراني هناك أيضا الملف الأفغاني الذي يختلف فيه الجانبان. فبوش يريد من ألمانيا أن ترسل مزيدا من قواتها إلى أفغانستان خصوصا إلى الأجزاء الجنوبية من البلاد، والتي تسودها اضطرابات أمنية، إلا أن برلين كانت قد رفضت مؤخرا توسيع انتشار قواتها في أفغانستان.
ومن بين الأمور الأخرى التي ستناقشها ميركل مع بوش، الأوضاع في بورما وفي لبنان ومشكلة الاحتباس الحراري. تلتقي ميركل كذلك بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، للتشاور حول الجولة الأخيرة التي قامت بها رايس إلى الشرق الأوسط.