سفراء سوريون يُطردون من عواصم غربية بعد مذبحة الحولة
٢٩ مايو ٢٠١٢رحب المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الثلاثاء (29 مايو آيار) بقرار عدد من الدول طرد دبلوماسيين سوريين ردا على مجزرة الحولة التي سقط فيها أكثر من مائة قتيل، وطالب المجلس في بيان المجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات فاعلة وفي مقدمتها السعي لدى مجلس الأمن لإصدار قرار تحت الفصل السابع يتيح استخدام القوة اللازمة لمنع عمليات الإبادة والقتل التي تنفذها كتائب النظام".
وطردت فرنسا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا واستراليا وكندا وايطاليا دبلوماسيين سوريين من عواصمها اليوم الثلاثاء ومن المتوقع ان تحذو حذوها دول أخرى ردا على مقتل أكثر من 100 مدني في بلدة الحولة السورية.
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله في بيان إن "النظام السوري مسؤول عن الأفعال المروعة في الحولة. أيا من كان أو في أي مكان وينتهك قرار مجلس الأمن باستخدام أسلحة ثقيلة ضد شعبه عليه أن يتحمل العواقب الدبلوماسية والسياسية الوخيمة." وأضاف "سنضغط من أجل تدخل جديد من مجلس الأمن بخصوص الوضع في سوريا." من جانبه وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو الأسد بالقاتل وأضاف في مقابلة مع صحيفة لوموند اليومية إن "بشار الأسد يقتل شعبه ويجب تنحيه عن السلطة بأسرع ما يمكن."
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال للصحفيين إن السفيرة السورية في باريس ستطرد. وقال إن القرار ليس أحادي الجانب لكنه اتخذ بالتشاور مع شركاء فرنسا. وذكرت مصادر دبلوماسية في عدة دول لرويترز أن حكومات أخرى ستتخذ الخطوة ذاتها وهو تطور سيؤرخ لمرحلة جديدة في الجهود الدولية لوقف قمع الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد الأسد ويجبره على التخلي عن السلطة.
ويبدو أن المحفز الفوري لعمليات الطرد هو مذبحة يوم الجمعة في الحولة التي قتل فيها نساء وأطفال وسط خيبة الأمل المتزايدة لدى المجتمع الدولي بسبب مدى نجاح مسعى السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لوقف اراقة الدماء في سوريا. ونفى مسؤولون سوريون أي دور للجيش في المذبحة التي تعد الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد.
وكان متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أعلن اليوم الثلاثاء إن معظم ضحايا مجزرة الحولة في سوريا اعدموا استنادا إلى النتائج الأولية لتحقيق اجرته الأمم المتحدة. وقال روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحافي "نعتقد أن اقل من عشرين من عمليات القتل الـ108 يمكن ان تنسب الى إطلاق نار بالمدفعية والدبابات". وأضاف ان "معظم الضحايا الآخرين (...) اعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين" نسبهما سكان في المنطقة إلى مسلحين من "الشبيحة" التابعين للنظام السوري.
وميدانيا، قتل 16 شخصا في اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة وفي إعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما قتل مواطن لبناني في اطلاق نار من جنود سوريين على منطقة حدودية في شرق لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، بحسب ما افاد مصدر امني لفرانس برس.
(ي ب/ ا ف ب، د ب ا، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي