شركات السيارات الألمانية تبحث عن بدائل لتعزيز موقعها في سوقها المحلية
٩ يناير ٢٠٠٨أظهرت آخر البيانات تراجع مبيعات السيارات في ألمانيا بنسبة 9 بالمائة خلال العام الماضي. وتعد هذه النسبة الأعلى من نوعها منذ إعادة توحيد البلاد قبل أكثر من 17 عاماً. وأفاد اتحاد صناعة السيارات الألماني نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية/ د ب ا إن عدد السيارات المباعة في السوق الألمانية، التي تعد أكبر الأسواق الأوروبية، تناقص إلى 3.15 مليون وحدة جراء التراجع المذكور. وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام المذكور باع منتجو السيارات الألمان بنسبة 8 بالمائة أقل من السيارات مقارنة بنفس الفترة من عام 2006 وذلك رغم الازدهار الذي شهده الاقتصاد الألماني. على عكس ذلك استطاع المصنعون الأجانب زيادة حصتهم في سوق ألمانيا من 35.6 إلى 36.4 خلال الأشهر المذكورة ليحققوا بذلك أفضل مبيعات في هذه السوق منذ 2003. غير أن تراجع الطلب الداخلي على السيارات الألمانية تزامن مع ارتفاعه في الخارج، إذ ارتفعت صادراتها بنسبة 11 بالمائة خلال السنة الماضية 2007.
زيادة الصادرات بمعدلات قياسية
جاء هبوط المبيعات في السوق الألمانية لأسباب عديدة أبرزها ارتفاع أسعار الطاقة ورفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 3 بالمائة لتصل إلى 19 بالمائة في مجملها اعتباراً من يناير/ كانون الثاني 2007. وقد انعكس هذا الارتفاع على مبيعات السيارات التي تراجعت بنسبة 20 بالمائة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الفائت مقارنة بنفس الشهر من عام 2006. وعلى عكس تراجع المبيعات في السوق المحلية فإن إنتاج السيارات الألمانية ارتفع إلى أعلى مستوياته على ضوء ارتفاع الصادرات بمعدلات قياسية ليصل عدد المركبات التي تم تصديرها إلى 4.3 مليون وحدة من مختلف الموديلات.
نمو المبيعات بفضل الصادرات رغم تراجع الطلب المحلي
وقد اختلف تأثير تراجع الطلب المحلي على قطاع السيارات الألماني من شركة إلى أخرى. فقد أعلنت شركة بي ام ديليو على سبيل المثال إن مبيعاتها في السوق الداخلية تراجعت بنسبة 4.2 بالمائة خلال العام الماضي، في حين حققت مبيعات قياسية في الخارج وصلت على 1.5 مليون سيارة. وهو الأمر الذي ساعدها على زيادة مجمل مبيعاتها، أي في السوق المحلية وفي الخارج بنسبة أكثر من 9.2 بالمائة في العام المذكور. وبالنسبة إلى شركة مرسيدس فقد ارتفع مجمل المبيعات بنسبة 3.2 بالمائة لتصل إلى 1.19 مليون سيارة. ويرى المراقبون في ذلك مؤشراً على الوضع الجيد في شركة دايملر الأم الذي انفصلت مؤخراً عن شركة كرايسلر الأمريكية.
سيارات صديقة للبيئة أبز الخيارات المطروحة
وبالنسبة لهذا العام يتوقع عدد من المراقبين تحسن الوضع في سوق السيارات المحلي على ضوء استمرار الانتعاش الاقتصادي واحتمال رفع الرواتب والأجور. وهو الأمر الذي أكد عليه ماتياس فيسمان رئيس اتحاد صناعة السيارات الألماني الذي توقع انتعاشاً ولو بشكل طفيف.
على صعيد آخر تدرس شركات السيارات الألمانية خيارات جديدة لتعزيز مركزها في السوق الداخلية بعد التراجع الذي شهدته لصالح منتجي السيارات الأوروبية الأخرى والآسيوية. ويبرز من هذه الخيارات طرح طرازات جديدة أصغر حجماً وأدنى سعراً وأقل استهلاكاً للطاقة. وستقوم شركات مثل فولكس فاغن وأودي وأوبل بطرح مثل هذه الطرازات في السوق خلال العام القادم 2009. ونذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر اودي إيه 3 المكشوفة وبي إم دبليو رودستر أو النسخة الكوبية من سيارة فولكس فاجن باسات. ويأتي التوجه الجديد مع اشتداد حدة النقاش العام حول ضرورة حماية البيئة من خلال تخفيض الانبعاثات الغازية الضارة وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون. وفي هذا الإطار تسعى شركات السيارات إلى تجميل صورتها من خلال الإعلان عن تطوير سيارات صديقة للبيئة وطرحها في الأسواق قريباً.