Israelische Soldaten berichten von Verbrechen über den Gaza-Krieg
٢٠ مارس ٢٠٠٩طالبت جماعات حقوقية إسرائيلية حكومة تل أبيب بفتح تحقيق في اتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال حرب غزة، وجاء ذلك بعدما كشف عدد من الجنود الإسرائيليين عن تجاوزات ارتكبت إزاء المدنيين الفلسطينيين. وطالبت تسع جماعات، بينها مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسليم" وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، بتشكيل هيئة تحقيق "مستقلة" لا علاقة لها بالجيش لبحث تلك الاتهامات. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس أنه أمر قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية بفتح تحقيق على خلفية تلك الاتهامات، بعد أن نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليومية أمس روايات لجنود شاركوا في الحرب خلال ندوة عقدت الشهر الماضي في الكلية الحربية شمال إسرائيل.
"القواعد الفضفاضة" أتاحت قتل المدنيين
لكن الحديث في إسرائيل ليس عن ارتكاب الجيش الإسرائيلي "جرائم حرب"، بل عن "قواعد اشتباك فضفاضة" أتاحت قتل المدنيين. وكان عدد من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب، قد كشفوا بالأمس أن "القواعد الفضفاضة" التي وضعتها قيادة الجيش الإسرائيلي شجعت بعض الجنود على إطلاق النار على "كل ما يتحرك". وضمن تلك الروايات التي قرأتها المذيعة الإسرائيلية كيرين نويباخ في الإذاعة الإسرائيلية: "امرأة مسنة كانت تسير في الطريق، لا أحد يعرف إن كانت مشتبه بها أم لا، لكن القناصين قتلوها".
وحسب روايات الجنود، لم تكن هناك قواعد واضحة معطاة لهم لإطلاق النيران بموجبها، فقد وصف أحد الجنود حادثة قائلاً إن قناصاً على سطح أحد المنازل قتل أما وطفليها لعدم إبلاغه من جانب الجنود الموجودين على الأرض بعدم إطلاق النار لأنهم كانوا يأمرون قاطني المنزل بالخروج منه. وقال الجندي: "سمح قائد الوحدة للأسرة بالذهاب وأخبرهم أن يتوجهوا يمينا... ولم تفهم الأم وطفلاها وتوجهوا يسارا لكن الجنود نسوا أن يخبروا القناص على سطح المبنى بأنهم سمحوا للأسرة بالذهاب وألا يطلق النار عليهم". وأضاف شاهد العيان في التقرير: "يعتقد أن أفراد الجيش كانوا يشعرون بشكل ما أن حياة الفلسطينيين أقل قيمة من حياة الجنود الإسرائيليين، لذا أمكنهم تبرير الأمر على هذا النحو".
وقد سمح رئيس الكلية الحربية، داني زامير بنشر هذه الشهادات التي أدلى بها الجنود في مؤتمر شهدته الكلية، وعلق عليها في تصريح للإذاعة الإسرائيلية قائلاً: "أكثر من مرة روى لنا الجنود أن الضباط أمروهم بعدم التحدث عما يجري هناك من تدمير. الأمر الذي يعني أن الرتب الوسطى والعليا في غزة كانت على علم بأن هناك تجاوزات، ولذلك تحدثوا مع الجنود قائلين إنهم يجب ألا يرووا ما يحدث".
الجيش الإسرائيلي ينفي الاتهامات
ورداً على تلك الاتهامات، كرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وصف إسرائيل لجيشها بأنه أكثر جيوش العالم تحلياً بالأخلاق. ورفض المتحدث عن الجيش الإسرائيلي رفضه تلك الاتهامات قائلاً: " من المعروف أن المنظمات الدولية المسئولة سياسياً لم تقدم اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب لأنه لا أدلة على ذلك. فقط المنظمات غير المسئولة وذات الأجندة السياسية الواضحة هي التي قدمت تلك الإدعاءات". وفي سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أمر قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية بفتح تحقيق لبحث صحة الاتهامات. وقالت أفيتال ليبوفيتش، المتحدثة باسم الجيش: "قررنا فتح تحقيق دقيق للتحقق من هذه الأمور. من المهم بالنسبة لي أن أقول إن سياسة الجيش الإسرائيلي هي حماية الحياة على جانبي الحدود".
الكاتب: سيباستيان إنجيلبريشت /سمر كرم
المحرر: ابراهيم محمد