"تحطم الطائرة الأوكرانية مأساة ذات عواقب جيوسياسية"
١٠ يناير ٢٠٢٠طالبت الحكومة الألمانية نظيرتها الإيرانية بكشف كامل لملابسات تحطم طائرة مدنية أوكرانية بالقرب من طهران. وأكدت برلين أنها لا تملك معلومات عن السبب المحتمل لسقوط الطائرة. فيما أكدت الحكومتان البريطانية والكندية توفرهما على معلومات تشير إلى أن قصفا صاروخيا إيرانيا هو سبب تحطم الطائرة. فيما أفاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودوو، الذي فقدت بلاه 63 مواطنا في الحادث، أن عدة مصادر استخباراتية أشارت إلى أن صاروخا إيرانيا هو من أسقط الطائرة.
صحيفة "ذي غلوب آند ميل" الكندية ذهبت في نفس اتجاه موقف ترودو وكتبت معلقة:
"لا يوجد سبب يدعو إلى افتراض أن ترودو تسرًع وتحدث قبل الأوان أو أنه مخطئ. وهو يرى أن الضربة ربما لم تكن مُتعمدة. من الواضح، أن شخصا ما تصرف بغباء وتسرع كبير (..) في كل الأحوال فقد دفع 176 شخصًا حياتهم ثمنا للنزاع الجيوسياسي بين عدوين قديمين".
أما صحفة "دير شبيغل" الألمانية فوصفت الحادث بمأساة ذات عواقب جيوسياسية:
" إذا كانت طهران مسؤولة، فإن هذا قد يغير ديناميات الأزمة الإيرانية الأمريكية بشكل كبير". واستندت الصحيفة لرأي خبير الدفاع الصاروخي توماس كاراكو من مركز واشنطن بوست للدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي أكد أن "طهران تخاطر بكل النوايا الحسنة "سيضر ذلك بقدرتها على تقديم نفسها كضحية ". واستطردت الصحيفة بالقول "هذه الكارثة تعطي الأزمة الإيرانية بعدًا دوليًا جديدًا، ففي المواقع الاجتماعية تُوجه الاتهامات بالتساوي لكل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية".
صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ دعت إلى التريث إلى حين توفر كل الأدلة وكتبت:
"مبدئيا، بدا من غير المرجح أن يكون الجيش الإيراني قد حدد فجأة عن طريق الخطأ طائرة ركاب مُبلغ عنها، كانت قد أرسلت هويتها بواسطة جهاز الإرسال، وبالتالي الخلط بينها وبين طائرة عسكرية أمريكية معادية. لا تزال الأدلة القاطعة غائبة وهناك ما يبرر الشك. ومع ذلك، هناك مؤشرات متزايدة تدفع بأصابع الاتهام اتجاه إيران" (..) خصوصا وأن الأمر تزامن مع "إطلاق (إيران) صواريخها على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق".
موقع صحيفة "فوكوس" أشارت لدعوات لفرض عقوبات على طهران:
الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الذي تنتمي له المستشارة ميركل) دعا إلى فرض عقوبات على إيران في حال تورطها "لا يزال سبب تحطم طائرة الركاب الأوكرانية غير واضح. أما إذا تأكد على أن الطائرة تم إسقاطها، فيعتقد الأمين العام للحزب بول زيمياك أن ذلك ستكون له عواقب". مؤكدا أن إيران يجب أن تشعر بأن المجتمع الدولي لا يتسامح مع مثل سلوك كهذا.